فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا... - سورة محمد الآية 4

  1. الجزء السادس والعشرون
  2. سورة محمد
  3. الآية: 4

﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ الۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ الۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَاۚ ذَٰلِكَۖ وَلَوۡ يَشَآءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَاْ بَعۡضَكُم بِبَعۡضٖۗ وَالَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ﴾

[محمد:4]

تفسير الآية

فإذا واجَهتُمُ المُقاتِلينَ الكُفَّار، فاضرِبوا أعناقَهم، حتَّى إذا أكثَرتُمُ القَتلَ فيهم، وتمكَّنتُمْ منهم، فأسِروهم، ولا تَترُكوا منهمْ أحَدًا، ثمَّ إنَّكمْ بالخِيار، إمَّا أنْ تَمنُّوا عَليهمْ بإطلاقِ أسْرِهم، وإمَّا أنْ تُفادُوهمْ بمال، حتَّى تَنقَضيَ الحَرب.

ولو شاءَ اللهُ لانتَقمَ مِنَ الكافِرينَ وأهلكَهمْ مِنْ دونِ حَرب، ولكنْ أمرَكمْ بالجِهادِ ليَختَبِرَ بَعضَكمْ ببَعض، فيُثبِتُ صِدقَ المؤمِنينَ ليَنالوا الثَّوابَ العَظيمَ مِنْ رَبِّهم، والكافِرون إمَّا أنْ يُقتَلوا فيُخلَدوا في النَّارِ جَزاءَ مُحاربَتِهمْ دِينَ الله، وإمَّا أنْ يَتَّعِظوا، أو يتَّعِظَ غَيرُهمْ بهم، فيُسلِموا.

والذينَ استُشهِدوا في سَبيلِ اللهِ فلنْ يُضَيِّعَ أعمالَهم.

وحُكمُ المَنِّ على الأسرَى أو مُفادَاتُهمْ مُختلَفٌ فيه، والأكثَرونَ أنَّهُ غَيرُ مَنسُوخ.

وعامَّةُ الفُقَهاءِ - مِنْ بَعدُ - على أنَّ الإمامَ مُخيَّرٌ في الأسرَى، إنْ شاءَ قَتل، وإنْ شاءَ فادَى، بحسَبِ ما تَتطَلَّبُهُ مَصلحَةُ المُسلِمين، كما ذُكِرَ في تَفسيرِ الآيَةِ (68) مِنْ سُورَةِ الأنفال.

فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ

فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم