هوَ الذي أنزَلَ الطُّمأنينَةَ والثَّباتَ في قُلوبِ المؤمِنينَ الذينَ شَهِدوا صُلحَ الحُدَيبيَة، فاستَجابوا لحُكمِ اللهِ ورَسُولِه، واطمأنَّتْ قُلوبُهمْ به؛ ليَزدادوا يَقينًا معَ يَقينِهم، برُسوخِ العَقيدَةِ والرِّضا بحُكمِ اللهِ ورَسولِهِ في قُلوبِهم.
ولو أرادَ اللهُ لانتقَمَ مِنَ المشرِكينَ يَومَئذ، وهوَ يَسيرٌ عَليهِ سُبحانَه، فلهُ جُنودٌ لا يُحصَونَ في السَّماواتِ والأرْض، ولكنْ أرادَ لكمُ الصُّلحَ، وهوَ العَليمُ بالأمُور، الحَكيمُ لِما يَشرَعُ ويُقَدِّر.