وإنَّهُ قسَمٌ لهُ مَدلولٌ عَظيم.
فلو كانتْ هذهِ الكوَاكبُ والنُّجومُ في غَيرِ أماكنِها لاختلطَ النظامُ الكوني، ولو كانتِ الشَّمسُ أبعدَ أو أقربَ ممّا هيَ عليهِ الآن، لاستَحالَتِ الحياةُ على كَوكبِ الأرْض.
ولمواقعِ النُّجومِ أسرارٌ أُخرَى عَظيمَة، فلا يُدرِكُها الإنسَان، ولا يُمكنُ لهُ أنْ يَراها. فالنُّجومُ التي تَتراءَى للإنسانِ في اللَّيلِ هيَ انبِثاقُ ضَوءٍ مرَّ بهِ النَّجمُ وغادرَه، وتركَ ضَوءَهُ يَتحرَّكُ إلينا مِنْ ذلكَ الموقِع. فضَوءُ الشَّمسِ يَصِلُ إلينا بعدَ ثَماني دَقائقَ وثُلُثِ الدَّقيقَة، وهيَ تَجري بسرعة 19.4 كم في الثَّانية. وأقرَبُ نَجمٍ إلينا بعدَ الشَّمسِ يَبعدُ عنَّا 4.3 سنة ضَوئيَّة (والسنَةُ الضَّوئيَّةُ تُقدَّرُ بنَحوِ 9.5 تريليون كم)، وإذا انبثقَ منهُ الضَّوءُ فإنَّهُ يَصِلُ إلينا بعدَ أكثرَ مِنْ خَمسينَ شَهرًا، ويَكونُ النَّجمُ خِلالَها قدْ تحرَّكَ مِنْ مَكانِهِ مَسافاتٍ شاسِعَة.