أيُّها المؤمِنون، إذا أرَدتمُ المُناجاةَ معَ الرسُولِ صلى الله عليه وسلم(143) فتَصدَّقوا قَبلَ ذلك، فإنَّ في ذلكَ ثَوابًا لكم، وهوَ أطهَرُ لقُلوبِكمْ وأزكَى لنفُوسِكم، فمَنْ عجَزَ عنْ ذلكَ فلا بأس، فإنَّ اللهَ يَغفِرُ لهُ ويَرحَمُه.
قالَ صاحبُ "روحِ المعاني": في هذا الأمرِ تَعظيمُ الرسُولِ صلى الله عليه وسلم، ونَفعٌ للفُقَراء، وتَمييزٌ بينَ المُخلِصِ والمُنافِق، ومُحِبِّ الدُّنيا ومُحِبِّ الآخِرَة، ودَفعٌ للتَّكاثُرِ عليهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَيرِ حاجَةٍ مُهِمَّة.
ثمَّ رُفِعَ أمرُ الوجُوبِ في هذهِ الصَّدَقَة، الذي لم يَدُمْ إلاّ ساعَةً مِنْ نَهار، ونُسِخَ بالآيَةِ التَّالية.