لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون... - سورة المجادلة الآية 22

  1. الجزء الثامن والعشرون
  2. سورة المجادلة
  3. الآية: 22

﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِاللَّهِ وَالۡيَوۡمِ الۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا الۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ اللَّهِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ اللَّهِ هُمُ الۡمُفۡلِحُونَ﴾

[المجادلة:22]

تفسير الآية

لا تَجِدُ أحدًا مِنَ المؤمِنينَ باللهِ واليَومِ الآخِرِ - بصِدقٍ وإخلاصٍ - يُوالُونَ ويُصادِقونَ أعداءَ اللهِ ورَسولِه، ولو كانَ هؤلاءِ الأعداءُ آباءَهم، أو أبناءَهم، أو إخوانَهم، أو قَبيلتَهمْ وعَشيرتَهم، أو أيًّا مِنْ أقاربِهم، فالعَقيدَةُ أهَمُّ مِنَ النَّسَب، ومَنْ وَالاهمْ فهوَ معَهمْ يَومَ القيامَة.

والذينَ لا يُوادُّونَهمْ ولو كانوا أقرِباءَهم، فأولئكَ الذينَ أثبتَ اللهُ في قُلوبِهمُ الإيمانَ وزيَّنَهُ لهم، فهمْ مُوقِنونَ مُخلِصون، وقَوَّاهمْ بروحٍ مِنْ عِندِه(144)، ليَحصُلَ لهمُ الطُّمأنينَةُ والثَّباتُ على الإيمَانِ والعمَلِ الصَّالح، ويُدخِلُهمُ اللهُ جَنَّاتٍ عاليَاتٍ واسِعات، تَجري في خِلالِها أنهَارٌ مِنْ مَاءٍ زُلال، ومِنْ لبَن، وعسَل، وخَمرٍ لَذيذٍ لا يُسكِر، مُخلَّدينَ فيها أبدًا، رَضيَ اللهُ عَنهمْ بطاعَتِهمْ له، فأثابَهمُ النَّعيمَ المُقيم، ورَضُوا عَنهُ بما آتاهُمْ مِنَ الجنَّةِ والرِّضوان، أولئكَ عِبادُ اللهِ مِنْ أهلِ كرامَتِه، ألَا إنَّ عِبادَ اللهِ المؤمِنينَ المُطيعين، همُ السُّعَداءُ الفَائزون.


(144) {وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}: قوَّاهم بنصرٍ منه. قالَ الحسن: سمَّى نصرَهُ إيّاهم (روحاً) لأن أمرَهم يحيا به. وقالَ السدِّي: يعني بالإيمان. وقالَ الربيع: يعني بالقرآنِ وحجَّته، كما قال: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا} [سورة الشورى: 52]، وقيل: برحمةٍ منه. وقيل: أمدَّهم بجبريلَ عليه السلام. (البغوي). الروحُ هنا ما به كمالُ نوعِ الشيء، من عملٍ أو غيره، وروحٌ من الله: عنايتهُ ولطفه. (التحرير والتنوير).

لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون