ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على... - سورة النساء الآية 32

  1. الجزء الخامس
  2. سورة النساء
  3. الآية: 32

﴿وَلَا تَتَمَنَّوۡاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِۦ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٞ مِّمَّا اكۡتَسَبُواْۖ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٞ مِّمَّا اكۡتَسَبۡنَۚ وَسۡـَٔلُواْ اللَّهَ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا﴾

[النساء:32]

تفسير الآية

في حَديثٍ صَحيحٍ رواهُ الترمذيُّ والحاكمُ وأحمدُ، أنَّ أمَّ سَلَمةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: يَغزو الرِّجالُ ولا تَغزو النِّساء، وإنَّما لنا نِصفُ الميراث: فأنزلَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالَى: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}.

أي: ولا تَتمنَّوا ما أعطاهُ اللهُ تَعالَى بَعضَكمْ وميَّزَهُ بهِ عَليكم، فلِكلٍّ منَ الرِّجالِ والنِّساءِ نَصيبُهُ الذي قَسَمَهُ اللهُ له، فهيَ قِسْمَةٌ صَادِرَةٌ مِنْ حَكيمٍ خَبير، وعلى الكلِّ أنْ يَرضَى بما قُسِمَ له، ولا يَتمنَّى حَظَّ الآخَرِ ولا يَحْسُدُهُ على ذلك، واسألوا اللهَ مِنْ إحسانهِ وإنعامِه، فإنَّ ما عندَهُ كثيرٌ لا يَنْفَدُ أبَداً، كريمٌ وَهّاب، عَليمٌ بمَنْ يَستَحِقُّ فَضلَهُ فيُعطيه، ممَّنْ لا يَستَحِقُّهُ فيَمنَعُه، ولذلكَ جَعلهمْ مَراتبَ بِحكمَتِه، بحَسَبِ استعدادِهمْ وتَفاوتِ قابليَّتِهم.

وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا

ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما