ولا يستثنون - سورة القلم الآية 18

  1. الجزء التاسع والعشرون
  2. سورة القلم
  3. الآية: 18

﴿وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ﴾

[القلم:18]

تفسير الآية

ولا يَتركونَ منهُ شيئًا للمسَاكين(148).

(148) في الطبعة الأولى: "ولم يَستَثنوا في حَلِفِهم، فلمْ يَقولوا: إنْ شاءَ الله، إصرَارًا وثِقَةً منهمْ بالأمرِ الذي همْ مُقدِمونَ عليه". وهذا عند كثيرٍ من المفسرين. وقالَ العلّامةُ إسماعيل حقي بعدَ ذكرِ تفسيرهِ بالمشيئة: والأظهرُ ان المعنى: ولا يستثنون حصةَ المساكين، أي: لا يميِّزونها ولا يخرجونها كما كان يفعلهُ أبوهم. وقالَ أبو حيان: ولا ينثنون عمَّا عَزموا عليه من منعِ المساكين. (روح البيان). وهو عند العلامةِ الطاهر بنِ عاشور أيضًا، قال: ومعنى {لَا يَسْتَثْنُونَ} أنهم لا يستثنون من الثمرةِ شيئاً للمساكين، أي: أقسَموا ليَصْرِمُنَّ جميعَ الثمرِ ولا يتركون منه شيئاً. وهذا التعميمُ مستفادٌ مما في الصرمِ من معنى الخزنِ والانتفاعِ بالثمرة، وإلاّ فإن الصرمَ لا ينافي إعطاءَ شيءٍ من المجذوذِ لمن يريدون. وأُجمِلَ ذلك اعتماداً على ما هو معلومٌ للسامعين من تفصيلِ هذه القصة، على عادةِ القرآنِ في إيجازِ حكايةِ القصصِ بالاقتصارِ على موضعِ العبرةِ منها. وقالَ في آخره: وعلى الرواياتِ كلِّها يُعلَمُ أن أهلَ هذه الجنةِ لم يكونوا كفاراً، فوجهُ الشبهِ بينهم وبين المشركين المضروبُ لهم هذا المثل، هو بطرُ النعمةِ والاغترارُ بالقوة. (التحرير والتنوير).

وَلَا يَسْتَثْنُونَ

ولا يستثنون