ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو... - سورة النساء الآية 66

  1. الجزء الخامس
  2. سورة النساء
  3. الآية: 66

﴿وَلَوۡ أَنَّا كَتَبۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَنِ اقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ أَوِ اخۡرُجُواْ مِن دِيَٰرِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٞ مِّنۡهُمۡۖ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِۦ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ وَأَشَدَّ تَثۡبِيتٗا﴾

[النساء:66]

تفسير الآية

ولو أنَّنا أوجَبنا على النَّاسِ أنِ اقتُلوا أنفسَكم، في عُقوباتٍ نَفرِضُها عليهمْ نتيجةَ أعمالِهمُ السيِّئةِ ومُخالفتِهمْ أوامرَ الله، كما كانَ الشأنُ معَ بَني إسرائيل، أو اخرُجوا مِنْ وطنِكُمْ كما أمَرْنا بني إسرائيلَ أيضاً بالخُروجِ مِنْ مِصر، لمَا فَعلَهُ إلاّ القليلُ منهم، وهمُ المخلِصونَ، الذينَ يُفْدُونَ دينَهمْ ونبيَّهمْ بأرواحِهم.

والآيةُ مُتعلِّقةٌ بما قبلَها، أي: إنَّما أوجَبنا عليهمْ ما هوَ سَهلٌ وحَقّ، وهوَ أنْ يُطيعُوا الرسُولَ ويَنقَادوا لحُكمهِ ويَرضَوا به، ولو فَرَضنا عَليهمْ قَتْلَ أنفسِهمْ أو الخُروجَ مِنْ ديارِهمْ لَما فعلَهُ إلاّ القليل. فليُقارِنوا بينَ الأمرَين، وليَستَجيبوا لأمرِ اللهِ ورسُولهِ حتَّى لا يُبتَلُوا بأحكامٍ قاسيةٍ كما فُرِضَتْ على بَني إسرائيلَ نَتيجةَ تَعنُّتِهمْ وعِنادِهمْ ورَفضِهمْ أوامرَ أنبيائهم.

وأوَّلَهُ ابنُ كثيرٍ تأويلاً آخَر، فقال: يُخْبِرُ تعالَى عنْ أكثرِ الناسِ أنَّهمْ لو أُمِروا بما همْ مُرتَكِبوهُ مِنَ المناهي لما فَعلوه؛ لأنَّ طِباعَهمُ الردِيئةَ مَجبولةٌ على مُخالفةِ الأمر. ا.هـ.

ولو أنَّهمْ فَعلوا ما يُؤمَرونَ بهِ وانقادُوا لحُكمِ اللهِ ورسولِه. لكانَ أفضلَ لهمْ مِنْ مخالفَتِه، وأثبتَ في الحقِّ والصَّواب، وأبعدَ منَ الشُّبهات.

وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا

ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا