ما الذي أخطَأتْ فيه، وما هوَ الجُرمُ الذي ارتَكبَتْهُ حتَّى تُقتَل؟!
وكانتْ هذهِ العادَةُ انتَشرَتْ في قَبائلَ منَ الجاهليَّة، فتُوأَدُ البِنتُ خَوفًا مِنْ أنْ يُوصَمَ أبوهَا بالعَار، لأنَّهُ رُزِقَ بأُنثَى! أو خَوفًا مِنَ الفَقرِ الذي يَخشاهُ على نَفسِهِ وأهلِهِ منها! معَ أنَّها كانتْ تُزَوَّج، وتُنجِب، وتَخدِم، وتَرعَى... ولكنَّها الجاهليَّةُ الجَهلاء(158).
(158) لم يكنِ الوأدُ معمولاً به عند جميعِ القبائل، قيل: أولُ من وأدَ البناتِ من القبائلِ ربيعةُ، وكانتْ كندةُ تئدُ البنات، وكان بنو تميمٍ يفعلون ذلك، ووأدَ قيس بنُ عاصم المِنْقَري من بني تميمٍ ثمانِ بناتٍ له قبلَ إسلامه. ولم يكنِ الوأدُ في قريشٍ ألبتَّةَ. وكان صعصعة بنُ ناجية جدُّ الفرزدق من بني تميم يفتدي مَن يعلمُ أنه يريدُ وأدَ ابنتهِ من قومهِ بناقتينِ عُشَرَاوينِ وجَمَل... (التحرير والتنوير).