فسَوفَ يُحاسَبُ على أعمالِهِ حِسابًا سَهلاً مُيَسَّرًا، تُعرَضُ عليهِ حتَّى يَعرِفَ منَّةَ اللهِ عليهِ فيما سَترَهُ عليهِ في الدُّنيَا، وفي عَفوهِ عنه في الآخِرَة. فالمقصودُ بالحِسابِ هنا عَرضُ الأعمَالِ لإطْلاعِ أصحابِها عليها، أمَّا مَنْ حُوسِبَ على كُلِّ عمَلٍ عَمِلَه، حسابَ تَدقيقٍ ومُناقَشة، واستُقصيَ عليهِ ولم يُسامَح، فهذا يُعذَّب.
عنْ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها، أنَّ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "ليسَ أحَدٌ يُحاسَبُ يَومَ القيامَةِ إلاّ هلَك". فقلتُ: يا رَسُولَ الله، أليسَ قدْ قالَ اللهُ تَعالَى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً}؟ فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّما ذلكَ العَرْض، وليسَ أحَدٌ يُناقَشُ الحِسابَ يَومَ القِيامَةِ إلاّ عُذِّب".