(163) قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله: أي أن في طبع الإنسان الكُنودَ لربه، أي كفرانَ نعمته، وهذا عارض يعرض لكل إنسان على تفاوتٍ فيه، ولا يسلم منه إلا الأنبياء وكُمَّل أهل الصلاح؛ لأنه عارض ينشأ عن إيثار المرء نفسه، وهو أمر في الجبلَّة، لا تدفعه إلا المراقبة النفسية وتذكُّرُ حقِّ غيره. وبذلك قد يذهل أو ينسَى حق الله، والإِنسان يحس بذلك من نفسه في خطراته، ويتوانى أو يغفل عن مقاومته؛ لأنه يشتغل بإرضاء داعية نفسه. والأنفس متفاوتة في تمكن هذا الخُلق منها، والعزائم متفاوتة في استطاعة مغالبته. وهذا ما أشار إليه قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ . وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} (التحرير والتنوير).
إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
إن الإنسان لربه لكنود