فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا - سورة النصر الآية 3

  1. الجزء الثلاثون
  2. سورة النصر
  3. الآية: 3

﴿فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَاسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا﴾

[النصر:3]

تفسير الآية

فنَزِّهِ اللهَ، حامِدًا لهُ مُثنيًا عليه، على هذهِ النِّعمَةِ العَظيمَة، واطلُبْ منهُ المَغفِرَةَ لذُنوبِك، إنَّهُ كثيرُ قَبولِ التَّوبَةِ مِنْ عِبادِهِ التَّائبين.

وكانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا رَكعَ تأوَّلَ هذهِ الآيةَ وقال: "سُبحانَكَ اللهمَّ ربَّنا وبحَمدِكَ اللهمَّ اغفِرْ لي"، كما في صَحيحِ البخاريِّ وغَيرِه.

وسبَبُ الحثِّ على الاستِغفارِ هوَ قُرْبُ حُضورِ أجَلِ الرسُولِ صلى اللهُ عليهِ وسلم، ومِنْ نِعمَةِ اللهِ على عَبدِهِ أنْ يوَفِّقَهُ للتَّوبَةِ النَّصوحِ والاستِغفارِ قَبلَ المَوت، ليَلقَى ربَّهُ تائبًا مَغفورًا له.

وقدْ أُمِرَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بالاستِغفارِ بعدَ قيامِهِ بتَبليغِ الرسالَةِ والجِهادِ في سَبيلِه، ودُخولِ النَّاسِ في دِينِ اللهِ أفواجًا، والتَّوبَةُ مَشروعَةٌ عَقِبَ الأعمَالِ الصَّالحة؛ طلَبًا للإخْلاصِ فيها، ورَغبةً في قَبولِها، وليَزدادَ المرءُ بها فَضلاً ودرَجة، ولئلّا يَغترَّ بعَملِه، والمرءُ مُقَصِّرٌ في عِبادَةِ ربِّهِ مَهما اجتهَد، وقدْ يُحسِنُ في جانَبٍ دونَ آخَر، والمسلمُ يَستَغفِرُ اللهَ بعدَ صَلاتِهِ وهيَ طاعَة، والملائكةُ تَقولُ لربِّها: "سُبحانَك، ما عبَدْناكَ حقَّ عِبادَتِك"، كما رَواهُ الحاكمُ وصحَّحه.

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا

فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا