إنَّ هؤلاءِ المنافِقينَ يَنتظِرونَ وقوعَ أمرٍ بكم، ولا يُريدونَ لكمُ الخَير، فإذا رأوا ظَفَراً وغَنيمةً تودَّدوا إليكمْ وقالوا: ألم نَكنْ على دينِكمْ ونُسانِدْكمْ في الجِهاد؟ فاجعَلوا لنا نَصيباً منَ الغَنيمة.
وإنْ كانَ للكافرينَ حظٌّ منَ الاستِيلاءِ والغَلبةِ قالوا لهم: ألم نَتعاونْ مَعكم، بالكفِّ عنْ قَتلِكمْ وأسْرِكم، وبتَخذيلِ المسلِمينَ عنكم، وإطلاعِكمْ على أسرارِهم، ودفعِهمْ عنكمْ ما استَطعنا، حتَّى انتَصرتُمْ عليهم؟
ويَحكمُ اللهُ بينَ أهلِ الإيمانِ وأهلِ النفاقِ يومَ الحِساب، يومَ عرضِ الأعمالِ على الله، فيُثيبُ أولياءَه، ويُعاقِبُ أعداءَه.
ولنْ تَكونَ هُناك حُجَّةٌ للكافِرينَ يَغلِبوا بها المسلِمين، في الدُّنيا والآخِرَة، فالحقُّ معهمْ في الدُّنيا إنْ غَلَبوا، وفي الآخِرَةِ عندَما يَحكمُ اللهُ بينَ عبادِه، ولا يَقبَلُ منهمْ سِوَى دينِ التوحِيد.
أو أنَّ المقصودَ بالقسمِ الأخيرِ منَ الآية: لنْ يَجعلَ اللهُ للكافرينَ سَبيلاً مُطلقاً على المسلِمين، بأنْ يَقضُوا عليهم. ولكنَّ الحربَ سِجالٌ والدُّنيا دُوَل.