وليسَ هناكَ أحدٌ مِنْ أهلِ الكتابِ إلا ويؤمِنُ بإنسانيَّةِ عيسى عليهِ السلامُ ونبوَّتِه، قبلَ أنْ تَزْهَقَ روحُه، يَعني عندَ الاحتِضار، فتَنكشِفُ لهُ الحَقيقَة، ولكنْ لا يَنفعُ الإيمانُ في ذلكَ الوقت، لكونهِ مُلحَقاً بالبَرْزَخ.
ويَكونُ عيسَى عليهِ السَّلامُ شهيداً على أهلِ الكتابِ يومَ القيامة، بما شاهدَهمْ عليهِ في الحياةِ الدُّنيا، أي قبلَ رَفعهِ وبعدَ نزولِه، فيَشهدُ أنَّهُ بَلَّغَهمُ الرسالة، وأقرَّ بالعبوديَّةِ لنفسِه، ويَشهدُ على اليَهودِ بأنَّهمْ كذَّبوا رسالتَه، وعلى النَّصارَى بمنْ صدَّقَهُ ومنْ كذَّبَه.