وقالَ أهلُ الكتابِ منَ اليَهودِ والنَّصارَى: نحنُ مُقَرَّبونَ عندَ اللهِ قُرْبَ الأولادِ مِنْ والِدِيهم، ومَحبوبونَ لديه، فهوَ كالأبِ لنا في الحُنوِّ والعَطف، لاتِّباعِنا دينَه، وطاعتِنا إيّاه.
فقلْ لهمْ تَفنِيداً لدَعواهُم: فلمَ يُحاسِبُكمْ على أعمالِكمْ ويُعاقِبُكمْ على السيِّئِ منها؟ وكيفَ يَصِحُّ زعمُكمْ هذا وقدْ عاقَبَكمْ في الدُّنيا، وأعَدَّ جهنَّمَ لمنْ عصَى وخالَفَ أمرَه؟
بلْ أنتُمْ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِه، كسائرِ بَني آدم، يَغفِرُ لمنْ شاءَ منكمْ فَضلاً منه، ويَجزيهمْ على أعمالِهمُ الصالحةِ خَيراً، ويُعَذِّبُ الكافِرينَ منكمْ باللهِ ورسلهِ ويَجزيهمْ سُوءاً وشَرًّا؛ عَدْلاً منه.
وأنتُمْ وسائرُ أفرادِ البشَرِ وما بينَ السَّماءِ والأرضِ مُلْكٌ للهِ وعَبيدٌ لهَ تحتَ قَهرهِ وسُلطانِه، يَتصرَّفُ فيها كما يَشاء، إحياءً وإماتة، إثابةً وتَعذيباً، وإليهِ المآبُ في يومِ الحِساب، فيُجازي كلاًّ منَ الُمحسنِ والمُسيءِ بما يَستَحِقّ.