واذكروا نعمةَ الطعامِ الطيِّبِ الذي رَزقكمُ اللهُ منَ المَنِّ والسَّلوى، ولكنَّكمْ ضَجِرتُمْ منهُ ورَغِبتُمْ في الأدنَى، فطلبتُمْ مِنْ موسى أنْ يدعوَ اللهَ ليُخْرِجَ لكمُ البُقُول، من قِثَّاءٍ وثُومٍ وعَدَسٍ وبَصَل، فاسْتَنْكَرَ نبيُّكمْ منكمْ هذا، وقال: أتريدونَ الطعامَ الأقلَّ قِيمةً وذَوقاً على العيشِ الرغيدِ والطعامِ الهَنيءِ الطيِّبِ النافع؟
إنَّ هذا الذي سألتُموهُ ليسَ بعَزيز، وهوَ هيِّنٌ زَهيد، بإمكانِكمْ أنْ تَذهبوا إلى أيِّ مكانٍ لتجدوهُ فيه.
ووضعَ اللهُ عليهمُ الذُّلَّ والصَّغار، فلا يزالونَ كذلك، يَستذِلهُّمْ ويُهينُهمْ مَنْ وجدَهم، واستحقُّوا السُّخْطَ والغضبَ منَ اللهِ بما فعلوهُ مِنْ آثامٍ كبيرةٍ وذُنوبٍ عِظام، منْ كفرِهمْ بآياتِ اللهِ وحُجَجِهِ البيِّنة، واستكْبارِهمْ عنِ اتِّباعِ الحقّ، وإهانتِهمْ وقتلِهمْ أفضلَ الخلقِ أجمعين: أنبياءَ اللهِ ورُسُلَه؛ فهذا جزاءُ مَنْ عصَى الخالقَ واعتدَى على خَلقه.