لا يحاسبُكمُ اللهُ على حَلِفِكُمْ باللهِ إذا كانَ مِنْ غَيرِ قَصد، ممّا يَسبِقُ إليهِ اللسانُ منْ غَيرِ نيَّةِ قَسَم، أو ما كانَ القسَمُ على غلبةِ ظنٍّ عندَ آخرين، ولكنْ يحاسِبُكمْ عليه إذا كانَ عنْ قصدٍ ونيَّةٍ وتأكيد. فمَنْ حَنَثَ في يمينِه، يَعني أخطأ النَّتيجَة، أو لم يُنَفِّذْ ما قسمَ عليه، فإنَّ عقوبتَهُ أنْ يُطعِمَ عشرةَ مَساكين، مِنْ أعدلِ ما يُطعِمُ المرءُ أهلَه، أي ما يَكفي الشَّخصَ في اليومِ بشَكلٍ وسَط، نوعاً ومِقداراً.
أو أنْ يَكسوَ العددَ نفسَهُ منَ المسَاكين، ممّا يُطلَقُ عليهِ كِساء، كقَميص، أو سِروال، أو عَمامة.
أو أنْ يُعتِقَ عبدًا.
فمَنْ لم يَقدِرْ أو لم يَجدِ الأمورَ السابقة، فليَصُمْ ثلاثةَ أيّام، فإنَّ ذلكَ كَفّارةٌ لمنْ حَلَفَ وحَنَث، ومحوٌ لما ارتكبَ منْ سيِّئةٍ بسببِه.
وراعُوا حَلِفَكمْ إذا حَنَثْتُم، فلا تَتركوهُ مِنْ غَيرِ تَكفير.
وهكذا يبيِّنُ اللهُ لكمْ أحكامَ شَريعتهِ ويُوضِّحُها، فاشْكروهُ على نِعْمةِ هذا التعليمِ والبيان، الذي هوَ لخيرِكمْ وصالِحكم.