أيُّها المؤمِنون، لا تَقتلوا الصَّيدَ وأنتُمْ مُحْرِمون، ما يُؤكَلُ منهُ وما لا يُؤكَل، إلاّ ما بيَّنَهُ الرسولُ صلى الله عليه وسلَّمَ منَ الفَواسِقِ... وقاسَ عليها بعضُ العلماءِ حيواناتٍ أخرَى. ومَنْ قتلَهُ مِنكمْ عنْ قَصْدٍ وعَمْد، فيَجِبُ عليهِ مثلُ حَجمِ ذلكَ الصَّيدِ منَ الأنعام، ويَحكمُ بهذا المِثْلِ وتَقديرهِ رَجُلانِ لهما خِبرَةٌ في هذا الشَّأن، ويكونُ هذا الحيوانُ المقدَّرُ هدْيَاً يُرْسَلُ إلى الحرمِ ويُذْبَحُ هناك، ويُتَصَدَّقُ بلحمهِ على مَساكينِه، أو يُكَفِّرُ عنْ خطَئهِ هذا بإطعامِ مساكينَ بمقدارِ ذلكَ الحيوانِ الذي قَتله، أو يَصومُ بمقدارِ ذلك، كلُّ يومٍ عن مقدارِ ما يَكفي شَخصاً منَ الطعام.
وهذهِ العقُوباتُ جزاءُ مَعصيةِ مَنْ صادَ وهوَ مُحْرِم ولم يَتقيَّدْ بأمرِ الله. وعفا اللهُ عمَّنْ صادَ وهوَ مُحْرِمٌ قبلَ أنْ يَنـزِلَ التَّحريم، ومَنْ عادَ فخالَف، فإنَّ اللهَ يَنتَقِمُ منهُ في الآخِرَة.
واللهُ غالِبٌ لا يُغالَبُ ولا يُقْهَر، شديدٌ فيَنتقِمُ ممَّنْ تعدَّى حدودَهُ وأصرَّ على مخالفةِ أوامرِه، لا يَستَطيعُ أحدٌ أنْ يَمنعَهُ مِنِ انتقامِه، ولا عُقوبةِ مَنْ أرادَ عقوبتَهُ.