طريقَ الذينَ أحسنْتَ إليهمْ وأنعَمْتَ عليهمْ بطاعتِكَ وعبادتِك، منْ ملائكتِكَ وأنبيائك، ومَنْ رَضِيتَ عنهمْ مِنْ سائرِ عِبادِك، أهلِ الهدايةِ والاستقامة، والطَّاعةِ والامتثال، وليسَ طريقَ الذينَ غضِبْتَ عليهم؛ ممَّن عَرَفوا الحقَّ ولم يتَّبِعوهُ كاليهود، ولا مَسْلَكَ الذين ضَلُّوا، فما عَرَفوا الحقَّ، وبَقُوا هائمينَ في ضَلالِهم، ثم لم يتَّبِعوا نَبيَّك، كالنَّصارَى.
وفي الصَّحيحَينِ قَولُهُ صلى الله عليه وسلم: "إذا قالَ الإمامُ: {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} فَقُولوا: آمِين، فمَنْ وافقَ قَولُهُ قَولَ المَلائكَةِ غُفِرَ لهُ ما تقَدَّمَ مِنْ ذَنبِه".
سورةُ الفاتحةِ سُورَةٌ عظيمة؛ فهي أُمُّ الكتابِ والسَّبْعُ المَثَانِي، حاويةٌ على دقائقِ الأسرار، يَقرَؤُها المسلمُ في صلاتِه؛ فلا صلاةَ إلاّ بها.
ولها فضائلُ كثيرة؛ منها قولهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا". رواهُ أحمدُ بإسنادٍ صحيحٍ.
وقدِ اشتملَتْ على تمجيدِ الله، وإرشادِ الخلْقِ إلى توحيدِه، وسؤالِه، وإخلاصِ العبادةِ له، وطلَبِ هدايتِهِ وتوفيقِهِ للثَّباتِ على المنهجِ الصحيح، وهو الدِّينُ الإسلاميُّ، الذي يُفضِي إلى العاقبةِ الحَسَنَةِ يومَ الحساب.
وفيها التحذيرُ من مسالكِ الباطل؛ كَمَنْ عَرَفَ الحقَّ ولم يتَّبِعْهُ، أو ضلَّ الطريقَ إليه.