قلْ لهمْ أيضاً تَذكيراً وتأنيباً: لمنِ الأرضُ وما فيها مِنْ كائنات: خَلْقاً ومُلْكاً وتَصرُّفاً؟ قلْ لهم: إنَّكمْ إذا فكَّرتُمْ وتَدبَّرتمْ لنَطَقَتْ فِطرَتُكمْ وأدَّى بكمْ عقلُكمْ إلى الاعترافِ بالحقِّ وعدمِ إنكارِه، وأنَّ كلَّ هذا الكونَ للهِ وحدَه.
وقدْ قضَى اللهُ سبحانَهُ على نفسهِ المقدَّسةِ بأنْ يَرحمَ العِباد، ولا يُعَجِّلَ عُقوبتَهم، وأنْ يَقبلَ توبتَهم، إحسَاناً وتفضُّلاً منه، وسَوفَ يَجمعُكمْ جميعاً ليَومٍ لا شكَّ فيه، هوَ يومُ الحِساب، ويومُ الثَّوابِ والعِقاب، والخائبونَ الذينَ خَسِروا أنفسَهمْ في ذلكَ اليومِ همُ الجاحِدونَ المستَهزِؤونَ برسَالاتِ ربِّهمْ في الحياةِ الدُّنيا، المصِرُّونَ على الكفر، المستَكبِرونَ عنْ قَبولِ الحق، الذينَ لا يُصَدِّقونَ بالمَعاد، ولا يَخافونَ سُوءَ ذلكَ اليَومِ وهَوْلَه.