وإذا عانَدكَ المشرِكونَ وازدادوا استِكباراً وإنكاراً لرسالتِك، فقُلْ لهمْ يا نبيَّ الله: ما هوَ أعظمُ الأشياءِ شهادةً وأصدقُها؟ فقلْ لهمْ أنت: إنَّ أعظمَها وأجلَّها وأصدقَها هوَ شهادةُ الله، فهوَ العالِمُ بما جئتُكمْ به، وهوَ الذي يَشهدُ لي بالحقّ، ولكمْ بالباطِل، وقد أُوحيَ إليَّ هذا القُرآنُ المُعجِزُ منْ قِبَلهِ تعالَى، الذي يَشهدُ بصحَّةِ رِسالتي إليكم، لأُنذِرَكمْ بما فيهِ منَ الوعيد، أنتُمْ ومَنْ بَلَغَهُ القُرآنُ مِنَ الثَّقلينِ حتَّى يومِ القيامَة.
أتَشهَدونَ أيُّها المشرِكونَ أنَّ هناكَ معَ اللهِ آلهةً أخرَى؟ قلْ لهمْ: لا أشهَدُ بهذا ولو شَهِدتُمْ به، فإنَّهُ باطِلٌ لا حقَّ فيه ولا دَليلَ عليه.
وقلْ لهمْ مُقِرّاً بالتوحيدِ والأُلوهيَّةِ لله، مُعَلِّماً إيّاهمْ ذلك: إنَّما اللهُ إلهٌ واحِد، لا شَريكَ لهُ ولا نِدّ، ولا أهلَ لهُ ولا كُفء، ولا مَعبودَ بحقٍّ سِواه، وبذلكَ أشهَد، وأنا بريءٌ مِنْ إشراكِكمْ وما تَعبدُون.