ولا تَشتُموا المشرِكين وأصنامَهم؛ لأنَّهُ يترتَّبُ عليهِ مَفسدَةٌ أكبرُ منَ الفائدةِ المرجوَّةِ منها، فيَسبُّوا اللهَ ربَّ العالمين؛ تَجاوزاً عنِ الحقِّ إلى الباطِلِ وجَهلاً منهم، فهمْ لا يَعلمونَ أنَّهمْ يسبُّونَ اللهَ العَظيم، خالِقَهمْ وخالِقَ الكونِ كلِّه.
وقدْ قالَ المشرِكونَ لرَسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: يا محمَّد، لتَنتَهِينَّ عنْ سبِّكَ آلهتِنا، أو لنَهجُوَنَّ ربَّك. فنَزَلتِ الآية.
ومِثْلُ هذا التَّزيينِ الذي زيَّناهُ للمُشرِكين، بحبِّ أصنامِهمْ والدفاعِ عنها، زيَّنا لكلِّ قومٍ عملَهمُ الذي ارتَبطوا بهِ وتَفانَوا فيهِ منْ خَيرٍ وشَرّ، فهذا ما أرادُوهُ أصْلاً وتَعلَّقوا به، ثمَّ إنَّ رُجوعَهمْ ومَصيرَهمْ إلى مالكِ أمرِهم، فيُخبِرُهمْ بما كانوا عليه، ويُجازِيهمْ على ذلك، ثَواباً أو عِقاباً.