ليسَ هناكَ ذَنْبٌ في التخلُّفِ عنِ الجِهاد: على الضُّعفاءِ العاجِزينَ عنِ القِتال، وعلى المرضَى، مُزمِناً كانَ مَرضُهم أو غيرَ مُزمِن، وعلى الفُقَراءِ الذينَ لا يَجدونَ ما يَتجهَّزونَ بهِ للحَرب.
ليسَ على هؤلاءِ إثمٌ في التخلُّفِ عنِ الغَزو، إذا نَصَحوا في حالِ قُعودِهم، فكانوا أهلَ إيمانٍ وطاعَة، وعَهدٍ ومُؤازرة، لا أهلَ شائعاتٍ وتَخويف.
فليسَ على مَنْ أحسنَ واتَّقَى، وآمنَ ونَصحَ منهم، أيُّ عَتَبٍ أو عُقوبة. واللهُ يَغْفِرُ للعاجِزينَ والمُحتاجينَ ويَرحَمُهم.
وليسَ هناكَ مُعاتبةٌ كذلكَ على مَنْ لم يَخرُجْ مَعكَ منَ الذينَ جاؤوكَ يَطلُبونَ أنْ تَحمِلَهم على الدوابِّ ليُجاهِدوا مَعك، فقلتَ لهم: لا أجدُ ما تَركَبونَ عليه، فرَجَعوا وأعينُهمْ تَسيلُ منَ الدمع، حَزينينَ مَغمُومِين، لأنَّهمْ لا يَجدونَ ما يَشتَرونَ بهِ مستَلزَماتِ الجِهاد، ليُقاتِلوا في سبيلِ الله.