تفسير الجزء 10 من القرآن الكريم

  1. أجزاء القرآن الكريم
  2. الجزء العاشر
10
سورة الأنفال (41-75)
سورة التوبة (1-92)

﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا الۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ الۡفَوۡزُ الۡعَظِيمُ﴾ [التوبة:89]


هيَّأَ اللهُ لرَسولهِ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّمَ وللَّذينَ آمَنوا معهُ جنَّات، وهيَ البساتين، تَجري مِن تحتِ أشجارِها المثمرةِ الأنهارُ، معَ بقاءٍ دائمٍ فيها، وذلكَ هوَ الفَلاحُ والنَّجاح، الذي لا مثيلَ له.

﴿وَجَآءَ الۡمُعَذِّرُونَ مِنَ الۡأَعۡرَابِ لِيُؤۡذَنَ لَهُمۡ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [التوبة:90]


وجاءَ إليكَ المُعتَذِرونَ عنِ الجِهادِ مِنَ الأعرابِ حولَ المدينة، لتَأذنَ لهمْ بالتخلُّفِ عنِ الغَزو. وآخَرونَ منَ الأعرابِ منافِقونَ قَعدوا عنِ الجِهادِ ولم يَستأذِنوا أصْلاً، وهمْ قدْ كفَروا باللهِ وكذَّبوا رسُولَه. وسوفَ ينالُ الكافِرينَ مِنَ الأعرابِ عذابٌ مُؤلِمٌ مُوجِع.

﴿لَّيۡسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى الۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى الۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلٖۚ وَاللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [التوبة:91]


ليسَ هناكَ ذَنْبٌ في التخلُّفِ عنِ الجِهاد: على الضُّعفاءِ العاجِزينَ عنِ القِتال، وعلى المرضَى، مُزمِناً كانَ مَرضُهم أو غيرَ مُزمِن، وعلى الفُقَراءِ الذينَ لا يَجدونَ ما يَتجهَّزونَ بهِ للحَرب.

ليسَ على هؤلاءِ إثمٌ في التخلُّفِ عنِ الغَزو، إذا نَصَحوا في حالِ قُعودِهم، فكانوا أهلَ إيمانٍ وطاعَة، وعَهدٍ ومُؤازرة، لا أهلَ شائعاتٍ وتَخويف.

فليسَ على مَنْ أحسنَ واتَّقَى، وآمنَ ونَصحَ منهم، أيُّ عَتَبٍ أو عُقوبة. واللهُ يَغْفِرُ للعاجِزينَ والمُحتاجينَ ويَرحَمُهم.

﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوۡكَ لِتَحۡمِلَهُمۡ قُلۡتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَيۡهِ تَوَلَّواْ وَّأَعۡيُنُهُمۡ تَفِيضُ مِنَ الدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ﴾ [التوبة:92]


وليسَ هناكَ مُعاتبةٌ كذلكَ على مَنْ لم يَخرُجْ مَعكَ منَ الذينَ جاؤوكَ يَطلُبونَ أنْ تَحمِلَهم على الدوابِّ ليُجاهِدوا مَعك، فقلتَ لهم: لا أجدُ ما تَركَبونَ عليه، فرَجَعوا وأعينُهمْ تَسيلُ منَ الدمع، حَزينينَ مَغمُومِين، لأنَّهمْ لا يَجدونَ ما يَشتَرونَ بهِ مستَلزَماتِ الجِهاد، ليُقاتِلوا في سبيلِ الله.