تفسير سورة يونس

  1. سور القرآن الكريم
  2. يونس
10

﴿وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمۡ عَمَلُكُمۡۖ أَنتُم بَرِيٓـُٔونَ مِمَّآ أَعۡمَلُ وَأَنَا۠ بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ﴾ [يونس:41]


فإنْ كذَّبَكَ المشرِكونَ بعدَ إلزامِهمُ الحُجَّة، فتبرَّأْ منهم، وقُلْ لهم: لي عَملي وجَزاؤه، ولكمْ عَملُكمْ وجَزاؤه، وأنتُمْ لا تُؤاخَذونَ بعمَلي، ولا أنا أؤاخَذُ بعَملِكم.

﴿وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَۚ أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ الصُّمَّ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يَعۡقِلُونَ﴾ [يونس:42]


ومِنْ هؤلاءِ المشرِكينَ مَنْ يَستَمِعُ إلى كلامِكَ الحسَن، وإلى القُرآنِ الكريم، ولكنَّهمْ لا يَتدبَّرونَه، بلْ لا يُصْغُونَ إليهِ حتَّى يَستَفيدوا منه، فكأنَّهمْ لم يَسمَعوه، وعَطَّلوا بذلكَ حاسَّةَ السَّمعِ عندَهم، وأنتَ لا تَقدِرُ على إسماعِ الأصمّ، ولو ضمَّ إلى سمعهِ عقلَهُ الذي لا يَعقِلُ به، فقدْ أُصيبَ في عَقلِه، وفي جَميعِ حَواسِّه.

﴿وَمِنۡهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيۡكَۚ أَفَأَنتَ تَهۡدِي الۡعُمۡيَ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يُبۡصِرُونَ﴾ [يونس:43]


ومِن هؤلاءِ مَنْ يَنظُرُ إليكَ وهوَ يَرَى في سَمْتِكَ وخُلُقِكَ دَلائلَ النبوَّة، ولكنَّها أبصارٌ ظاهِرةٌ ليسَ وراءَها عِظةٌ وعِبرة، ولا استِبصارٌ في القَلب، أفأنتَ تُبصِّرُ العُميَ ولو ضَمُّوا إلى عدَمِ البَصرِ عدَمَ البَصيرة؟

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظۡلِمُ النَّاسَ شَيۡـٔٗا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ﴾ [يونس:44]


إنَّ اللهَ لا يَظلِمُ النَّاس، فقدْ خَلقَهمْ على الفِطرة، وزوَّدَهمْ بقُلوبٍ وعُقولٍ وحواسَّ يَتمكَّنونَ بها منَ الإيمانِ إذا لم يَطمِسوها بالعِنادِ والخِصام، إنْ شاءَ الله، وبعثَ إليهمُ الرسُلَ ليُبيِّنوا لهمْ ما يأتونَ وما يَتركون، وأرسَلَ معهمُ المعجِزاتِ حتَّى لا يَبقَى عندَهمْ شكٌّ في ذلك، ولكنَّهمْ لا يَستَعمِلونَ مَدارِكَهمْ لِما خُلِقَتْ له، ويُعرِضونَ عنْ قَبولِ الحقّ، ويُكَذِّبونَ الرسُل، فيَظلِمونَ أنفُسَهمْ بالكفرِ والمَعصِية، ويُعَرِّضونَها بذلكَ للعَذابِ يومَ القيامة، فلا يَلومُنَّ إلاّ أنفُسَهم.

﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيۡنَهُمۡۚ قَدۡ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ اللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ﴾ [يونس:45]


وذَكِّرْهمْ وأنذِرْهمْ أيُّها النبيّ، فإنَّهمْ يومَ يُجمَعونَ لموقفِ الحِساب، كأنَّهمْ لم يَبقَوا في الدُّنيا مِقدارَ سَاعةٍ مِنَ النَّهار، قضَوها في التعارُفِ بينَ بعضِهمُ البعض! إنَّها حياةٌ قَصيرَةٌ حقَّا، كانَ يَجِبُ أنْ تُقضَى في الطَّاعةِ والصَّلاح، ولكنَّهمْ كفَروا وكذَّبوا، فخَسِروا أنفُسَهمْ بعَدَمِ استِعدادِهمْ لهذا اليَومِ العَظيم، يومِ الجزاءِ والمُحاسَبةِ على الأعمال، وما كانوا مُهتَدِينَ لسُبُلِ النَّجاةِ والفَلاح، بلِ انحرَفوا، فسَقطُوا في النار {وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [سورة النمل: 90].

﴿وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ الَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ﴾ [يونس:46]


وإمّا أنْ نُرِيَكَ أيُّها النبيُّ بعضَ الذي نُوجِبُ عليهمْ منَ العَذاب، فنَنتَقِمَ منهمْ في أثناءِ حياتِك، أو نتوَفَّاكَ ويَكونُ مصيرُهمْ إلينا يومَ القيامة، فنُعذِّبَهمْ يومَها أشدَّ العَذاب، واللهُ شَهيدٌ على أفعالِهمُ السيِّئةِ بَعدَك، ومُجازيهمْ عَليها.

﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولٞۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ قُضِيَ بَيۡنَهُم بِالۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [يونس:47]


ولكُلِّ أمَّةٍ يومَ القِيامةِ رَسُولٌ تُنْسَبُ إليهِ وتُدْعَى به، وتُعْرَضُ على اللهِ بحَضرتِه، فإذا جاءَ رسُولُ كلِّ أمَّةٍ إلى الموقفِ ليَشهدَ عليهم، حُكِمَ بينَهمْ بعدَ شهادَتهِ بالعَدل، فيَنجو المؤمِنُ ويُعاقَبُ الكافِر، ولا يُظلَمُ أحَدٌ منهم، فلا يُعذَّبُ بغيرِ ذَنْب، ولا يُنْقَصُ مِنْ حسَناتِهِ شَيء.

﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ [يونس:48]


ويَقولُ لكَ المشرِكونَ وكأنَّهمْ يَستَعجِلونَ العَذاب: متَى هذا الوعدُ الذي تَعِدُنا فيهِ بالعَذابِ يا محمَّد، إنْ كنتُمْ صَادقِينَ أنتَ وأصحابُك؟

﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرّٗا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ اللَّهُۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ﴾ [يونس:49]


قُلْ لهم: لا أقدِرُ على دَفعِ ضُرٍّ عنْ نَفسي، ولا جَلبِ نَفعٍ لها، إلاّ أنْ يَشاءَ اللهُ ذلكَ ويُقدِّرَني عليه، ولكلِّ جِيلٍ مُدَّةٌ مُقدَّرةٌ لأعمارِهم، فإذا انقضَى أجَلُهم، لا يَتقدَّمونَ عليهِ ساعةً ولا يَتأخَّرونَ عنه.

﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُهُۥ بَيَٰتًا أَوۡ نَهَارٗا مَّاذَا يَسۡتَعۡجِلُ مِنۡهُ الۡمُجۡرِمُونَ﴾ [يونس:50]


وحَذِّرْهُمْ نِقمةَ اللهِ ووَعيدَه، وقُلْ لهم: أرأيتُمْ إنْ أتاكمْ عَذابُ الله، لَيلاً وأنتُمْ نائمون، أو نَهاراً وأنتُمْ مُشتَغِلون، فما الذي تَستَعجِلونَهُ منَ العَذابِ وفيهِ هَلاكُكم، أيُّها المشرِكونَ المجرِمون؟

﴿أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءَامَنتُم بِهِۦٓۚ ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ﴾ [يونس:51]


أإذا وقعَ العَذابُ وحَلَّ بكمْ حَقيقةً آمنتُمْ بهِ حِينَئذ؟ آلآنَ آمنتُمْ بيَومِ البَعثِ والجَزاءِ على الأعمَال، وكنتُمْ منْ قبلُ تستَعجِلونَ هذا الوَعدَ منْ نَبيِّكمْ مُستَهزئينَ مُتَهكِّمين، مُستَبعِدينَ مُكَذِّبين؟

﴿ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ الۡخُلۡدِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ﴾ [يونس:52]


ثمَّ قيلَ للمُشرِكينَ الظَّالِمينَ يومَ القيامة، تَقريعًا وتَوبيخًا: ذوقُوا عَذابَ النارِ التي كنتُمْ تُكَذِّبونَ بها على الدَّوام، ولا تُحاسَبونَ إلاّ على أعمالِكمُ السيِّئة، ولا تُجزَونَ إلاّ عليها.

﴿۞وَيَسۡتَنۢبِـُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ قُلۡ إِي وَرَبِّيٓ إِنَّهُۥ لَحَقّٞۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ﴾ [يونس:53]


ويَستَخبِرونَكَ أيُّها الرسُولُ قائلين: هلِ العَذابُ الذي وعَدتَنا بهِ حَقّ، والساعةُ آتيَةٌ لا شَكَّ فيها؟ فقُلْ لهم: نَعمْ واللهِ إنَّهُ لحَقٌ وصِدق، وسَوفَ يُعيدُكمُ اللهُ بعدَ فَنائكم، كما بدأ خَلْقَكم، وما أنتُمْ بقادِرينَ على الهرَبِ أو دَفعِ العَذابِ عَنكم.

﴿وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسٖ ظَلَمَتۡ مَا فِي الۡأَرۡضِ لَافۡتَدَتۡ بِهِۦۗ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الۡعَذَابَۖ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِالۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [يونس:54]


ولو كانَ لكُلِّ نَفسٍ أشرَكتْ ما في الدُّنيا مِنْ خَزائنَ وأمْوال، لبذَلَتْها كلَّها حتَّى تَنجوَ منَ العَذابِ الرَّهيبِ الذي نَزلَ بها، وأخفَوا ما أصابَهمْ منَ الأسَفِ والحَسْرَة، ومِنَ الهَمِّ والغَمِّ - على ما فَعلوهُ مِنْ ظُلمٍ وارتَكبوهُ منْ جَرائمَ - لمّا رأوا شِدَّةَ الأهْوال، وفَظاعةَ العَذاب، وجُوزوا على أعمَالِهمْ دونَ أنْ يَنالَهمْ ظُلم، فَلْيَندَموا، ولْيَستَغيثوا، فإنَّهمْ غيرُ خارِجينَ منَ النَّار.

﴿أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِنَّ وَعۡدَ اللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [يونس:55]


ألا إنَّ جَميعَ ما في السَّماواتِ والأرضِ مُلْكٌ للهِ وحدَه. ألا إنَّ جَميعَ ما وعَدَ اللهُ بهِ كائنٌ لا مَحالة، ثابِتٌ واقِعٌ كما قالَ به، ومنهُ البَعثُ والجَزاء، ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يَعلمونَ ذلك؛ لغَفلتِهمْ واغتِرارِهمْ بظَواهرِ الأمُور، وسُوءِ استِعدادِهمْ للبَحثِ عنِ الحقِّ أو قَبوله.

﴿هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾ [يونس:56]


هوَ اللهُ الخالِقُ القَادِر، الذي يُحيي ويُميت، وإليهِ مَرجِعُكمْ ليُحاسِبَكمْ ويُجازيَكمْ على أعمالِكمْ يومَ القيامة.

﴿يَـٰٓأَيُّهَا النَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَآءٞ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [يونس:57]


أيُّها النَّاس، أقبِلوا على ما فيهِ خَيرٌ لكم، وقدْ أنزلَ اللهُ القُرآنَ العَظيم، وفيهِ تَذكِرةٌ مِنْ ربِّكم، ممّا يُلِينُ القُلوبَ بالتَّرغيبِ وذِكرِ حُسْنِ الثواب، وبالترهيبِ وبَيانِ سُوءِ العِقاب، وفيهِ دواءٌ منَ الجَهلِ والشُّبَهِ والشُّكوك، وهُدًى منَ الضَّلالة، ورَحمَةٌ وإحسَانٌ للمؤمِنينَ خاصَّة، فيَزيدُهمْ إيمانًا، ويُبَشِّرُهمْ بالجَزاءِ الحسَن.

﴿قُلۡ بِفَضۡلِ اللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [يونس:58]


قُل: لِيَفرَحِ النَّاسُ بدينِ اللهِ والقُرآنِ الكريم، وبالإيمانِ واتِّباعِ الحقّ، فإنَّهُ أفضَلُ وأحسَنُ منْ هذا الذي يَحرِصُونَ عليهِ ويَجمعونَهُ منْ حُطامِ الدُّنيا وزخارِفِها وزَهرَتِها الفَانية.

﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٖ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامٗا وَحَلَٰلٗا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى اللَّهِ تَفۡتَرُونَ﴾ [يونس:59]


وقُلْ لكُفّارِ مَكَّة: أرأيتُمْ هذا الرزْقَ الذي قدَّرَهُ اللهُ لكمْ لتَنتَفِعوا به، فجعَلتُمْ تُحَرِّمونَ أنواعًا منَ الحيَواناتِ والزُّروع، وتُحَلِّلونَ أخرَى، فهلْ أذِنَ اللهُ لكمْ بذلِك، أمْ أنَّكمْ تَكذِبونَ عليه، وتَقولونَ إنَّهُ مِنْ عندِ الله، وهوَ منْ عندِ أنفسِكم؟

﴿وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الۡكَذِبَ يَوۡمَ الۡقِيَٰمَةِۗ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ﴾ [يونس:60]


وما الذي يَظُنُّ المشرِكونَ المُكَذِّبونَ أنْ يُفعَلَ بهمْ يَومَ القِيامة، وقدْ حرَّموا وحَلَّلوا بأهوائهمْ وأضاليلِهم، التي لا مُستَندَ عَليها ولا دَليل؟ أيَحسَبونَ أنَّهمْ لا يُؤاخَذونَ على أفعَالِهمْ ولا يُعاقَبون؟

وإنَّ فَضلَ اللهِ على النَّاسِ عَظيم، ونِعمتَهُ عليهمْ لا تُقَدَّر، فزوَّدَهمْ بالعَقل، وسخَّرَ لهمْ ما في السَّماواتِ والأرض، وأرسلَ إليهمُ الرسُل، وأنزلَ عَليهمُ الكُتب، وأباحَ لهمُ الطيِّبَ النَّافِع، وحرَّمَ عليهمُ الخَبيثَ الضارّ، ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يَشكرونَ فضلَ الله، فيَتعامَلونَ بالخَبيثِ المُحرَّم، ويَتركونَ ما فيه فائدةٌ وشِفاء، ولا يَنتَفِعونَ بدِينِ الله.