قُلْ يا نبيَّ الله: أيُّها النَّاس، إنْ كنتُمْ في رَيبٍ منْ صِحَّةِ الدِّينِ الذي أدعوكُمْ إليه، وأتَعبَّدُ اللهَ على هَدْيه، فإنَّني لا أتركُهُ أبدًا، ولا أعبدُ الأصنامَ التي تَعبدُونَها مِنْ دونِ الله، ولكنْ أعبدُ اللهَ وحدَه، الذي بيدِهِ آجالُكم، أحياكم، ثمَّ يُميتُكم، ثمَّ يُحييكُمْ للحِسابِ والجَزاء، فهوَ الإلهُ الذي يَستَحِقُّ العبادة، وليسَ أصنامَكمُ التي لا تُحيي ولا تُميت، ولا تَضرُّ ولا تَنفَع. وأوجبَ اللهُ عليَّ أنْ أكونَ منَ المؤمِنين، فأنا عندَ أمرِه.
وأقِمْ وجهَكَ أيُّها الرسُولُ لدِينِ اللهِ المُستَقيم، المائلِ عنِ الأديانِ الباطِلةِ إلى دينِ الإسلام، واصرِفْ ذاتَكَ وكُلِّيتَكَ له، واجتَهِدْ في ذلكَ بأداءِ الفرائضِ وجَميعِ ما أمركَ اللهُ به، وأخلصِ العبادةَ له، ولا تَلتَفِتْ إلى اعتِقاداتِ المشرِكينَ الضالَّةِ وأعمالِهمُ السيِّئة.
ولا تَعبُدْ مِنْ دونِ اللهِ ما لا يَنفَعُكَ إنْ أطَعتَه، ولا يَضُرُّكَ إنْ تركتَه، فإذا فعلتَ ذلكَ كنتَ في عِدادِ المشرِكينَ الظَّالمين، الذينَ يَضرُّونَ بأنفسِهم، ويَستَحِقُّونَ عليهِ العَذابَ الأليم.
وهوَ تذكيرٌ وتَحذيرٌ للأمَّة، وتَرهيبٌ ووعيدٌ لمَنْ فَعلَ ذلك.
واتَّبِعْ في جَميعِ شُؤونِكَ ما أوحَى اللهُ بهِ إليك، وتَمسَّكْ بما أمرَكَ به، واصبِرْ على مَشاقِّ طَريقِ الدعوةِ ومُخالَفَةِ مَنْ ضَلّ، حتَّى يُظهِرَ اللهُ دينَه، وهوَ أحسَنُ مَنْ قضَى، وأعدَلُ مَنْ حَكَم، لا يُخطِئُ في حُكمِه، ولا يُرَدُّ قَضاؤه.