تفسير سورة هود

  1. سور القرآن الكريم
  2. هود
11

﴿وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ اعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَٰمِلُونَ﴾ [هود:121]


وقُلْ أيُّها النبيُّ للَّذينَ كفَروا: اعمَلوا ما شِئتُمْ على طَريقَتِكمُ التي تَرغبونَها منَ الضَّلالِ والشِّرك، ونحنُ عامِلونَ على مِنْهَجِنا النابِعِ منْ هُدَى الله، المؤيَّدِ بالدَّليلِ الحقّ.

﴿وَانتَظِرُوٓاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ﴾ [هود:122]


وانتَظِروا ما يَحِلُّ بِنا، ونحنُ نَنتَظِرُ ما يَحِلُّ بكمْ منْ نِقمَةِ الله، وسَوفَ تَعلَمونَ مَنِ الذي كانَ على الحقّ، إنْ عاجِلاً أو آجِلاً.

﴿وَلِلَّهِ غَيۡبُ السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُ الۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَاعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾ [هود:123]


وللهِ ما غابَ عنِ العِبادِ ونَظَرِهمْ ممّا في السَّماواتِ والأرض، لا يَغيبُ عنهُ شَيءٌ مِنْ ذلك، وإليهِ وحدَهُ مَرجِعُ النَّاسِ كلِّهمْ في المَعاد، مؤمِنِهمْ وكافرِهم، ليُوفيَ كُلاًّ جزاءَ ما عَمِل، ولا شأنَ للخَلقِ في الأمرِ آنَذاك، فاعبُدْهُ وحدَه، فهوَ المستَحِقُّ للعِبادَة، الجديرُ بأنْ تَسجُدَ لهُ الجِباه، واعتَمِدْ عليه، وثِقْ به، وفَوِّضْ أمرَكَ إليه، فإنَّهُ كافيكَ وناصِرُك، ولا يَغفُلُ اللهُ عنْ عَمَلِ أحَدٍ منكم، وهوَ العَليمُ بأحوالِكمْ وأقوالِكمْ جَميعًا، وما تُظهِرونَ وما تُخفُون، مِنْ خَيرٍ وشَرّ.
ويرَى القارئُ أنَّ هذهِ السُّورةَ سُورةٌ عَظيمة، فيها تَخويفٌ وتَرهِيب، ووَعيدٌ شَديدٌ لمَنْ لم يَستَجِبْ لأمرِ الله. وفيما مَرَّ مِنْ قَصَصِ الأمَمِ الغابِرةِ معَ أنبيائهم تَذكِرةٌ لمَنْ تَدبَّرَ واعتَبَر. وقدْ صحَّ في الحديثِ قولهُ صلى اللهُ عليهِ وسلم: "شَيَّبَتْني هُود، والواقِعة، والمُرسَلات، وعَمَّ يَتساءَلون، وإذا الشمسَ كُوِّرَت". رواه الترمذيُّ والحاكمُ وصحَّحه.