تفسير سورة الشعراء

  1. سور القرآن الكريم
  2. الشعراء
26

﴿وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحۡيِينِ﴾ [الشعراء:81]


وهوَ الإلهُ القادِر، الذي يُميتُني في الدُّنيا، ثمَّ يَبعَثُني بعدَ المَوتِ يَومَ القيامَة، ولا يَقدِرُ على ذلكَ سِواه.

﴿وَالَّذِيٓ أَطۡمَعُ أَن يَغۡفِرَ لِي خَطِيٓـَٔتِي يَوۡمَ الدِّينِ﴾ [الشعراء:82]


وهوَ الغَفورُ الرَّحيم، الذي أرجو أنْ يَغفِرَ لي ذُنوبي يَومَ الحِساب، فإنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلاّ هو.

﴿رَبِّ هَبۡ لِي حُكۡمٗا وَأَلۡحِقۡنِي بِالصَّـٰلِحِينَ﴾ [الشعراء:83]


وقالَ مُناجيًا ربَّه: يا رَبّ، أدعُوكَ أنْ تهَبَنيَ العِلمَ والحِكمَة، وأنْ تَجعَلَني معَ الصَّالِحينَ وفي مَنزِلَتِهم.

﴿وَاجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي الۡأٓخِرِينَ﴾ [الشعراء:84]


واجعَلْ لي ذِكرًا جَميلاً، وثَناءً حسَنًا، وقَبولاً عامًّا في الأُمَمِ التي تَجيءُ بَعدي.

﴿وَاجۡعَلۡنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾ [الشعراء:85]


واجعَلني في الآخِرَةِ ممَّنْ يستَحِقُّونَ سُكنَى جنَّةَ النَّعيم.

﴿وَاغۡفِرۡ لِأَبِيٓ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ الضَّآلِّينَ﴾ [الشعراء:86]


واغفِرْ لأبي واهدِهِ، فإنَّهُ ممَّنْ ضَلَّ وكفَر.

﴿وَلَا تُخۡزِنِي يَوۡمَ يُبۡعَثُونَ﴾ [الشعراء:87]


ولا تُهِنِّي يَومَ تَبعَثُ عِبادَكَ للحِساب.

﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ﴾ [الشعراء:88]


في ذلكَ اليَومِ العَصيب، الذي لا يَنفَعُ المَرءَ فيهِ شَيءٌ مِنْ أموالِ الدُّنيا ولا يَحميهِ مِنَ العَذاب، ولا يَقدِرُ الأبنَاءُ - وهمْ أقرَبُ الناسِ إلى والِدِيهمْ - على أنْ يُفْدُوهُمْ ويُخَلِّصوهُمْ مِنَ العَذاب.

﴿إِلَّا مَنۡ أَتَى اللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ﴾ [الشعراء:89]


لا يَنفَعُ إلاّ مَنْ أتَى اللهَ بقَلبٍ صَحيح، خالٍ مِنَ الشِّركِ والنِّفاق.

﴿وَأُزۡلِفَتِ الۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِينَ﴾ [الشعراء:90]


وأُدنِيَتِ الجَنَّةُ مِنْ أهلِها المؤمِنينَ المُتَّقين، الذينَ خافُوا عَذابَ رَبِّهمْ فكَفُّوا عنِ المعاصي والمُحَرَّمات.

﴿وَبُرِّزَتِ الۡجَحِيمُ لِلۡغَاوِينَ﴾ [الشعراء:91]


وأُظهِرَتْ جهَنَّمُ وكُشِفَ عنها للكافِرينَ الضَّالِّين، ليَرَوا فيها مَوقِعَهمُ الذي يَنتَظِرُهم، ليَزدادوا تألُّمًا وتَحَسُّرًا.

﴿وَقِيلَ لَهُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ﴾ [الشعراء:92]


وقيلَ للكافِرينَ يَومَ القيامَة: أينَ الذينَ كنتُمْ تَستَمِرُّونَ في عبادَتِهِمْ في الحياةِ الدُّنيا،

﴿مِن دُونِ اللَّهِ هَلۡ يَنصُرُونَكُمۡ أَوۡ يَنتَصِرُونَ﴾ [الشعراء:93]


مِنْ دونِ الله، وتَزعُمونَ أنَّهمْ سيَنفَعونَكم، فهلْ يَنصُرونَكمْ بدَفعِ العَذابِ عنكمُ اليَوم، أو يَنتَصِرونَ لأنفُسِهمْ بدَفعِهِ عنهم؟ بلْ أنتُمْ وهمْ حَصَبُ جهَنَّم.

﴿فَكُبۡكِبُواْ فِيهَا هُمۡ وَالۡغَاوُۥنَ﴾ [الشعراء:94]


فدُهْوِروا في جهَنَّمَ حتَّى استقَرُّوا في قَعرِها، الأصنامُ، وعابِدوها، وقادَتُهمُ الذينَ دَعَوهمْ إلى الشِّركِ والضَّلال.

﴿وَجُنُودُ إِبۡلِيسَ أَجۡمَعُونَ﴾ [الشعراء:95]


ومعَهمْ في الجَحيمِ إبليسُ وجُنودُه، ممَّنِ اتَّبَعَهُ مِنْ شَياطينِ الإنسِ والجِنّ.

﴿قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ﴾ [الشعراء:96]


قالَ الضالُّونَ مِنْ أهلِ النَّارِ للأصنَامِ والشَّياطينِ وهمْ يَتخاصَمون:

﴿تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [الشعراء:97]


واللهِ لقدْ كُنَّا على خطَأ واضِحٍ، وفي ضَلالٍ بيِّنٍ في الدُّنيا،

﴿إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الۡعَٰلَمِينَ﴾ [الشعراء:98]


عندَما كُنَّا نَعبدُكمْ ونَجعَلُكمْ في رُتبَةِ رَبِّ العالَمين، وأنتُمْ أدنَى مَخلوقاتِه!

﴿وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلَّا الۡمُجۡرِمُونَ﴾ [الشعراء:99]


وما أغوانا عنِ الطَّريقِ المُستَقيمِ إلاّ هؤلاءِ الشَّياطين، وأتْباعُهمْ مِنْ رُؤوسِ الضَّلال،

﴿فَمَا لَنَا مِن شَٰفِعِينَ﴾ [الشعراء:100]


فلا يوجَدُ هُنا مَنْ يَشفَعُ لنا ويُنقِذُنا مِنْ هذا العَذابِ، مِنَ المَلائكَةِ والنبيِّينَ والمُؤمِنين،