﴿الٓمٓ﴾ [لقمان :1]
الحروفُ المُقَطَّعَةُ لم يَرِدْ في تَفسيرِها حَديثٌ صَحيح، واختلفَ المفسِّرونَ في مَعناها.
﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ الۡكِتَٰبِ الۡحَكِيمِ﴾ [لقمان :2]
هذهِ السُّورَةُ آياتٌ مِنَ القُرآنِ الناطِقِ بالحِكمَة، المُنْزَلِ مِنْ لَدُنْ حَكيمٍ خَبير.
﴿هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [لقمان :3]
هِدايَةً للقُلوب، وإرشادًا لها إلى الحَقِّ والسَّداد، ورَحمَةً لمَنْ أحسنَ العملَ واتَّبعَ الشَّرْع.
﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ الزَّكَوٰةَ وَهُم بِالۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ﴾ [لقمان :4]
الذينَ يُواظِبونَ على إقامَةِ الصَّلاةِ بأركانِها وشُروطِها وفي أوقاتِها، ويُعطُونَ الزَّكاةَ لمُستَحِقِّيها مِنَ الفُقراءِ ومَنْ في حُكمِهم، ويؤمِنونَ بالبَعثِ بعدَ الموت، والحِسابِ والجَزاء، والجنَّةِ والنَّار،
﴿أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ الۡمُفۡلِحُونَ﴾ [لقمان :5]
أولئكَ المؤمِنونَ على نُورٍ وبَصيرَةٍ مِنَ الله، وعلى استِقامَةٍ وسَداد، وهمُ الذينَ أدرَكوا ما طلَبوه، وفازُوا بالثَّوابِ والخُلودِ في الجِنان.
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشۡتَرِي لَهۡوَ الۡحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ﴾ [لقمان :6]
وبَعضُ النَّاسِ يُقبِلونَ على الحَديثِ الذي لا يُنْتَفَعُ بهِ ولا يُرضي الله، كالمُنكَرِ منهُ والباطِل، وكُلِّ ما شَغَلَ عنْ عِبادَةِ اللهِ وذِكرِه، منَ السَّهراتِ والمُضحِكاتِ والأدَبِ الماجِنِ والغِناءِ ونَحوِه، ليَصرِفُوا النَّاسَ عنْ دِينِ اللهِ الحَقِّ جَهلاً منهمْ بهِ وبعظَمَتِه، ويَستَهزِؤوا بالنَّهجِ المُستَقيمِ الذي رَضيَهُ اللهُ لعِبادِه، ويأخذُ بهمْ إلى السَّعادَةِ والنَّجاة، فأولئكَ لهمْ عَذابٌ مؤلِمٌ مُوجِع، معَ الذُّلِّ والهَوان، جَزاءَ إهانَتِهمُ الحَقَّ وإيثارِهمُ الباطِلَ عَليه.
﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا وَلَّىٰ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَا كَأَنَّ فِيٓ أُذُنَيۡهِ وَقۡرٗاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [لقمان :7]
وهذا المُستَهزِئُ اللَّاهي إذا قُرِئتْ عَليهِ آياتُ القُرآنِ الكريم، أدبرَ عنها في تَكبُّرٍ واستِعلاءٍ ولم يَلتَفِتْ إليها، كأنَّهُ لم يَسمَعْها لصَمَمٍ فيه، وما بهِ صَمَم، فأَعلِمْهُ بمَصيرِهِ يَومَ القيامَة، وهوَ العَذابُ الشَّديدُ الدَّائم.
﴿إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّـٰتُ النَّعِيمِ﴾ [لقمان :8]
إنَّ الذينَ آمَنوا وأخلَصوا في إيمانِهم، وأتْبَعوهُ بالأعمَالِ الصَّالِحَةِ المُوافِقَةِ للشَّريعَة، لهمْ في اليَومِ الآخِرِ جنَّاتٌ يتنَعَّمونَ فيها ويَسعَدون.
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَعۡدَ اللَّهِ حَقّٗاۚ وَهُوَ الۡعَزِيزُ الۡحَكِيمُ﴾ [لقمان :9]
ماكِثينَ فيها أبَدًا، لا يَموتونَ فيها ولا يَبغُونَ غيرَها مِنَ النَّعيم، وهذا وَعدٌ مِنَ اللهِ حَقّ، لا شَكَّ فيه، واللهُ عَزيزٌ لا يَمنَعُ مِنْ إنجازِ ما وعدَ بهِ شَيء، حَكيمٌ يَضَعُ الأمورَ في مَواضِعِها كما يَنبَغي أنْ تَكون.
﴿خَلَقَ السَّمَٰوَٰتِ بِغَيۡرِ عَمَدٖ تَرَوۡنَهَاۖ وَأَلۡقَىٰ فِي الۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمۡ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءٗ فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجٖ كَرِيمٍ﴾ [لقمان :10]
الذي خلقَ السَّماواتِ السَّبعَ العاليَةَ الواسِعَةَ بغَيرِ أعمِدَةٍ وركائزَ ترَونَها.
يَذكرُ العُلماءُ في هذا العَصرِ أنَّهُ إشارَةٌ إلى قوَّةِ الجَذْبِ التي لا تُرَى، فيما بينَ المجَرَّاتِ والكواكبِ والكُتَلِ التي في السَّماء.
وألقَى في الأرضِ جِبالاً ضَخمَةً مُرتَفِعَةَ لتَثبُتَ بها ولا تَضطَرِبَ بكم، ونشَرَ فيها مِنْ كُلِّ نوعٍ مِن أنواعِ الحيَوانات، وأنزَلنا مِنَ السَّحابِ مطَرًا، فأنبَتنا بسبَبِهِ مِنْ كُلِّ صِنفٍ مِنْ أصنافِ الشَّجَرِ والنَّباتِ ما هوَ حسَنٌ مَنظَرُه، ومُفيدٌ نَوعُه.
﴿هَٰذَا خَلۡقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ بَلِ الظَّـٰلِمُونَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ﴾ [لقمان :11]
هذا ما خَلَقَهُ اللهُ وقدَّرَه، فأخبِروني ما الذي خلقَتْهُ الأصنامُ أو غَيرُها ممَّا تَعبُدونَهُ وتَدَّعونَ أُلوهيَّتَه؟ بلِ المشرِكونَ في جَهلٍ وعمًى واضِحٍ بيِّن.
﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا لُقۡمَٰنَ الۡحِكۡمَةَ أَنِ اشۡكُرۡ لِلَّهِۚ وَمَن يَشۡكُرۡ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٞ﴾ [لقمان :12]
ولقدْ آتَينا لُقمانَ العَقلَ والفَهْمَ والفِطنَة، والإصابَةَ في الأمُورِ والعملَ بها.
ذُكِرَ أنَّهُ كانَ عَبدًا حبشيًّا في زمَنِ داودَ عَليهِ السَّلام، وكانَ وَليًّا حَكيمًا ولم يَكنْ نَبيًّا.
أنِ اشكُرْ للهِ على ما منحَكَ مِنْ فَضلِه، ووَهبَكَ مِنَ الحِكمَة، ومَنْ يَشكُرْ للهِ يَعُدْ نَفعُهُ عَليه، فإنَّهُ يَستَجلِبُ لهُ المَزيدَ مِنَ الخَيرِ في الدُّنيا، ويَزيدُ مِنْ أجرِهِ في الآخِرَة، ومَنْ جحَدَ نِعمةَ اللهَ فلنْ يَضُرَّهُ بشَيء، فهوَ سُبحانَهُ مَحمودٌ بلِسانِ الحَال، وهوَ غَنيٌّ عنْ حَمدِ الحامِدين، وشُكرِ الشَّاكرين، وكُفرانُ النِّعمَةِ يَكونُ وَبالاً على صَاحبِه، فيَجلُبُ لهُ النِّقمَةَ والهَلاك، والسُّخْطَ والعَذاب.
﴿وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَٰنُ لِابۡنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِاللَّهِۖ إِنَّ الشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ﴾ [لقمان :13]
واذكُرْ قَولَ لُقمانَ لابنِهِ وهوَ يَعِظُهُ ويُخَوِّفُه: يا بُنَيّ، لا تُشرِكْ بالله، فإنَّ عِبادَةَ غَيرِ اللهِ معَهُ ظُلمٌ عَظيم، فإنَّهُ وَضعٌ للشَّيءِ في غَيرِ مَوضِعِه، وتَسويَةٌ للإلهِ بغَيرِه، وشُكرٌ لمَنْ لم يَفعَلْ شَيئًا ولا يَستَحِقُّه.
﴿وَوَصَّيۡنَا الۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ اشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ الۡمَصِيرُ﴾ [لقمان :14]
قالَ اللهُ تعالَى ما مَعناه: وأمَرْنا الإنسَانَ بالإحسَانِ إلى والِدَيه، يَبَرُّهما ويَعطِفُ عَليهِما، ويتعَهَّدُهما ويُشفِقُ عَليهما، ويُنفِقُ عَليهِما، حمَلَتْهُ أُمُّهُ في بَطنِها ضَعفًا على ضَعف، ومشَقَّةً بعدَ مشَقَّة، وفِطامُهُ في عامَينِ بعدَ الوِلادَة، أنِ اشكُرْ لي بالطَّاعَةِ وفِعلِ ما يُرضي، ولوالِدَيكَ بالصِّلَةِ والبِرِّ والدُّعاء، وإليَّ مَصيرُك، وعَليَّ حِسابُك، لأجزيَكَ أوفرَ الجَزاء.
﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي الدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَاتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [لقمان :15]
وإذا بذَلا جُهدَهُما وحرَصَا على أنْ تُشرِكَ بي شَيئًا لا يَصِحُّ أنْ يَكونَ إلهًا ولا يَستَقيم، لكنَّهُ عَقيدَتُهما، فلا تَسمَعْ منهما، فـ"لا طاعَةَ لمَخلوقٍ في مَعصِيَةِ الله" كما في الحَديثِ الصَّحيح، ولكنْ دارِهِما في الدُّنيا، وصاحِبْهما بالعِشْرَةِ الجَميلَة، بما يُوافِقُ الشَّرْعَ ويَقتَضيهِ الكرَمُ والمُروءَة، كإطعَامِهما، وعِيادَتِهما إذا مَرِضا، واتَّبِعْ طَريقَ مَنْ أقبلَ على طاعَتي، ولا تَتَّبعْ طَريقَهُما في الكُفرِ والمَعصِيَة، ثمِّ إليَّ مَصيرُكمْ جَميعًا، مَنْ آمَنَ ومَنْ كفَر، لأجزيَ كُلاًّ بما عَمِل.
﴿يَٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٖ فَتَكُن فِي صَخۡرَةٍ أَوۡ فِي السَّمَٰوَٰتِ أَوۡ فِي الۡأَرۡضِ يَأۡتِ بِهَا اللَّهُۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٞ﴾ [لقمان :16]
قالَ لُقمانُ يَعِظُ ابنَه: يا بُنَيّ، إنَّ الخَصلَةَ مِنَ الإساءَةِ والإحسَان، مَهما كانتْ صَغيرَةً حَقيرَة، كزِنَةِ حبَّةِ خَرْدَل(107) ، فتَكُونُ في أخفَى مَكان، كجَوفِ صَخرَة، أو في أيِّ مَكانٍ مِنَ السَّماواتِ والأرْض، يُحْضِرُها الله، ويُحاسِبُ مَنْ عَمِلَ بقَدْرِها، إنَّ اللهَ لَطيفٌ بكيفيَّةِ استِخراجِها وإحضارِها، عالِمٌ بكُنهِها ومَكانِها.
(107) الخَرْدَلُ نباتٌ عشبيّ، تُستَعملُ بزورهُ في الطبّ، ويُضرَبُ بها المثَلُ في الصِّغَر. (ينظر المعجم الوسيط).
﴿يَٰبُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِالۡمَعۡرُوفِ وَانۡهَ عَنِ الۡمُنكَرِ وَاصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ الۡأُمُورِ﴾ [لقمان :17]
يا بُنَيّ، واظِبْ على إقامَةِ الصَّلاةِ في وَقتِها، وبحُدودِها وأرْكانِها، وَأْمُرْ بما هوَ خَيرٌ وحسَنٌ مِنَ الأمُور، وَانْهَ عمَّا هوَ فاحِشٌ وسَيِّىءٌ، بحَسَبِ طاقَتِكَ وجُهدِك، إنِ استَطَعتَ باليَدِ فباليَد، وإلاّ فبِلِسانِك، فإنْ لم تَستَطِعْ فبِقَلبِك، واصبِرْ على ما أصَابكَ مِنَ الأذَى بسبَبِ أمرِكَ بالمَعرُوفِ ونَهيكَ عنِ المُنكَر، فإنَّ ما تَقومُ بهِ إصلاحٌ وفَضيلَةٌ عَظيمَةٌ تُوجِبُ منكَ التَّهيُّؤَ لذلكَ والصَّبرَ عَليه، والصَّبرُ مِنْ قوَّةِ العَزم، والهِمَّةِ العاليَة.
﴿وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي الۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ﴾ [لقمان :18]
ولا تُعْرِضْ بوَجهِكَ عنِ النَّاسِ إذا كلَّمتَهمْ أو كلَّمُوك؛ استِكبارًاً عَليهمْ وتَحقِيرًا لِشَأنِهم، ولكنْ أَلِنْ جانِبَكَ لهم، وابسُطْ وجهَكَ لهم. ولا تَمشِ في الأرْضِ أَشِرًا مُتَكبِّرًا كما يَفعَلُ أهلُ الخُيَلاءِ والتكبُّر، إنَّ اللهُ يَبغُضُ المُتَبَختِرَ في مِشْيَتِه، المُفتَخِرَ بمالِهِ وجاهِه.
﴿وَاقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَاغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ الۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ الۡحَمِيرِ﴾ [لقمان :19]
وتوَسَّطْ في مَشيكَ واعتَدِلْ فيه، لا سَريعًا ولا بَطيئًا، ولا تَرفَعْ صَوتِكَ فيما لا حاجةَ لكَ فيه، فإنَّ خَفضَ الصَّوتِ أدَبٌ وثِقَةٌ بالنَّفس، والزَّعْقُ بهِ ورَفعُهُ عاليًا سُوءُ خُلُقٍ وصِفَةٌ مَذمومَة وغايةٌ في الكَراهة. إنَّ أقبَحَ الأصواتِ وأوحشَها على السَّمعِ نَهيقُ الحَمير.
﴿أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي الۡأَرۡضِ وَأَسۡبَغَ عَلَيۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةٗ وَبَاطِنَةٗۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي اللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ﴾ [لقمان :20]
ألمْ تَنظُروا كيفَ ذَلَّلَ اللهُ لكمْ ما يَلزَمُكمْ ممَّا في السَّماواتِ والأرْض، مِنَ اللَّيلِ والنَّهار، والرِّيحِ والمطَر، والشَّجَرِ والثَّمَر، والدَّوابِّ والطَّير، وجَميعِ ما في البَرِّ والبَحر، وأوسعَ عَليكمْ نِعمَهُ الظَّاهِرَةَ والباطِنَة، الواضِحةَ والخَفيَّة، مِنْ إرسالِ الرُّسُل، وإنزالِ الكتُب، والسَّمعِ والبصَر، والعَقلِ والفَهم... وهُناكَ مَنْ يُناقِشُ ويُخاصِمُ في تَوحيدِ اللهِ وإرسَالِ الرسُلِ والمَعاد، بغَيرِ دَليلٍ عِلميٍّ ولا استِنادٍ إلى حُجَّةٍ صَحيحَة، ولا كِتابٍ صَحيحٍ يُبَيِّنُ مُعتقَدَه.