﴿وَلَا الظِّلُّ وَلَا الۡحَرُورُ﴾ [فاطر :21]
وكما لا يَستَوي الظِّلُّ والحَرّ، كذلكَ لا يَستَوي الثَّوابُ والعِقاب، والجَنَّةُ والنَّار.
﴿وَمَا يَسۡتَوِي الۡأَحۡيَآءُ وَلَا الۡأَمۡوَٰتُۚ إِنَّ اللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي الۡقُبُورِ﴾ [فاطر :22]
ولا يَستَوي الأحيَاءُ والأموَات، كما لا يَستَوي المؤمِنونَ الذينَ فتَحوا قُلوبَهمْ للدِّينِ الحقّ، والكافِرونَ الذينَ استَكبَروا وأصَرُّوا على الكُفر، واللهُ يُسمِعُ مَنْ يَشاء، ممَّنْ يتَّعِظُ ويَستَجيب. ولا تَستَطيعُ أنْ تَهديَ المشرِكينَ الذينَ صَمُّوا آذانَهمْ عنِ السَّماع، وقُلوبَهمْ عنِ الوَعي والتفَقُّه، فهمْ كالأموَات، الذينَ تَدْعُوهمْ فلا يُجيبُون.
﴿إِنۡ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ﴾ [فاطر :23]
ما أنتَ إلاّ نَبيٌّ مُنذِر، فما عَليكَ إلاّ أنْ تُبَلِّغ، واللهُ هوَ المُطَّلِعُ على القُلوب، فيَهدي مَنْ يَستَحِقُّ الهِدايَة، ويُضِلُّ المُستَكبِرَ المُعانِد.
﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِالۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۚ وَإِن مِّنۡ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٞ﴾ [فاطر :24]
إنَّا أرسَلناكَ بالدِّينِ الحقّ، تُبَشِّرُ المؤمِنينَ المُطيعينَ بالمَثوبَةِ الحُسنَى، وتُنذِرُ الكافِرينَ العاصِينَ بالعُقوبَةِ والنَّار. وما مِنْ أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ السَّابقَةِ إلاّ وأرسَلنا فيهمْ رَسولاً يُنذِرُهم.
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِالۡبَيِّنَٰتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالۡكِتَٰبِ الۡمُنِيرِ﴾ [فاطر :25]
وإذا كذَّبكَ المشرِكون، فقدْ كذَّبَ مُشرِكونَ أمثالُهمْ ممَّنْ مضَوا، فقدْ جاءَتْهمْ رسُلُهمْ بالمُعجِزاتِ البيِّنَةِ والأدِلَّةِ القاطِعَة، وبالصحُفِ والكتبِ المُنزَلَةِ عَليهمْ مِنَ الله، المُضيئةِ في أخبارِها الصَّادِقَةِ وأحكامِها العادِلَة،
﴿ثُمَّ أَخَذۡتُ الَّذِينَ كَفَرُواْۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ﴾ [فاطر :26]
فكذَّبوهم، وكفَروا برسَالاتِ رَبِّهم، فعاقَبتُهمْ بما يَستَحِقُّونَ مِنَ الهَلاكِ والدَّمار، فكيفَ رأيتَ إنكاري عَليهمْ وعُقوبَتي البَليغَةَ فيهم؟
﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَٰتٖ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهَاۚ وَمِنَ الۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيضٞ وَحُمۡرٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٞ﴾ [فاطر :27]
ألمْ تَنظُرْ كيفَ أنزَلَ اللهُ المطَرَ مِنَ السَّحاب، فأخرَجَ بهِ أصنَافًا مِنَ الثَّمَراتِ المُختَلِفَةِ الألوَان، معَ أنَّها مِنْ تُربَةٍ واحِدَة، وتُسقَى بماءٍ واحِد؟ ومِنَ الجِبالِ طُرُقٌ وخُطَطٌ، بِيضٌ وحُمْر، وهيَ مُختَلِفَةُ الألوانِ كذلك، وجِبالٌ سَوداءُ داكِنَةُ اللَّون؟
﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَآبِّ وَالۡأَنۡعَٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَۗ إِنَّمَا يَخۡشَى اللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ الۡعُلَمَـٰٓؤُاْۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ [فاطر :28]
وكذلكَ ما خلقَ اللهُ مِنَ النَّاسِ، والدوابِّ، والأنعَام(119) ، فألوانُها مُختَلِفَة، على الرَّغمِ مِنْ أنَّ كُلاًّ منها يَعودُ إلى أصلٍ واحِد؟ إنَّما يَخشَى اللهَ حقَّ الخَشيَةِ العُلَماءُ العارِفونَ به، الذينَ يُديمُونَ التفَكُّرَ في خَلقِهِ وبَديعِ صُنعِه، ويَعلَمونَ أنَّهُ قادِرٌ على كُلِّ شَيء وأنَّهُ سُبحانَهُ لم يَخلُقْهمْ عبَثًا.
يَقولُ ابنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه: "ليسَ العِلمُ عنْ كَثرَةِ الحَديث، ولكنَّ العِلمَ عنْ كَثرَةِ الخَشيَة". يَعني أنَّ العالِمَ الحقيقيَّ هوَ الذي يَخافُ اللهَ ويَتَّقيه، فمَنْ لم يَكنْ كذلكَ فإنَّ عِلمَهُ غَيرُ مَقبولٍ عندَه.
واللهُ عَزيزٌ في مُلكِه، كامِلُ القُدرَة، لا يُقهَر، كثيرُ المَغفِرَةِ لذنوبِ التَّائبينَ مِنْ عِبادِه.
(119) {وَالدَّوَابِّ}: جمعُ دابَّة، وهي ما يدبُّ على الأرضِ من الحيوان، وغلبَ على ما يُركَبُ من الخيلِ والبغالِ والحمير، ويقعُ على المذكر. {وَالْأَنْعَامِ}: جمعُ نَعَم، محرَّكة، وقد يُسكَنُ عينه: الإبلُ والبقرُ والضأنُ والمعز، دونَ غيرها، فالخيلُ والبغالُ والحميرُ خارجةٌ عن الأنعام. (روح البيان).
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ اللَّهِ وَأَقَامُواْ الصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ﴾ [فاطر :29]
إنَّ الذينَ يُداوِمونَ على قِراءَةِ كتابِ اللهِ الكَريم، وحافَظوا على إقامَةِ الصَّلاةِ في وقتِها، وبأركانِها وشُروطِها، وأنفَقوا ممَّا رزَقناهُمْ في الطَّاعاتِ والقُرُباتِ في السرِّ والعَلانيَة، فأولئكَ يَرجُونَ ثَوابًا مِنْ عندِ اللهِ على تِجارَتِهمُ الطيِّبَةِ المُبارَكة، التي لا تَكسُدُ ولا تَفسُد.
﴿لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ﴾ [فاطر :30]
ليُوَفِّيَهمُ اللهُ ثَوابَ ما قَدَّموهُ مِنْ أعمَالٍ صالِحَة(120) ، ويَضاعِفَ في حسَناتِهمْ مِنْ رِحمَتِهِ وكرَمِه، واللهُ غَفورٌ لِما فرَطَ مِنْ ذُنوبِ المؤمِنينَ المُطيعِين، شَكورٌ لطاعاتِهمْ ولو كانتْ يَسيرَة، ويُجازيهمْ عَليها أحسَنَ الجزاء.
(120) {لِيُوَفِّيَهُمْ}: التوفية: جعلُ الشيءِ وافياً، أي: تامًّا، لا نقيصةَ فيه ولا غبن. (التحرير).
﴿وَالَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ مِنَ الۡكِتَٰبِ هُوَ الۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِۗ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِۦ لَخَبِيرُۢ بَصِيرٞ﴾ [فاطر :31]
والذي أوحَينا إليكَ مِنَ القُرآنِ أيُّها الرسُولُ هوَ الحقُّ الذي لا شَكَّ فيه، المُصَدِّقُ للكتُبِ السَّماويَّةِ السَّابِقَة، واللهُ خَبيرٌ بأحوَالِ عِبادِه، بَصيرٌ بظَواهرِهمْ وبَواطنِهم، وبما يَستَحِقُّونَهُ مِنْ جَزاء.
﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا الۡكِتَٰبَ الَّذِينَ اصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِالۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ اللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ الۡفَضۡلُ الۡكَبِيرُ﴾ [فاطر :32]
ثمَّ جعَلنا القُرآنَ الكريمَ يَنتَهي إلى مَنِ اختَرنا مِنْ عِبادِنا، وهمْ أُمَّةُ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، ومِنْ هذهِ الأمَّةِ مَنْ هوَ مُقَصِّرٌ في العمَلِ بالقُرآن، وبما أوجبَهُ اللهُ عَليه، فيُضِرُّ بنَفسِهِ عندَما يُعرِّضَها للعُقوبَة، ومنهمْ وسَطٌ في الأمر، فيُطيعُ تارَةً ويُخالِفُ أُخرِى، ومنهمْ مَنْ يُحرِزُ الفَضلَ ويَسبِقُ إلى الجَنِّة، بإذنِ اللهِ وتَوفيقِه، فيَعمَلُ الواجِباتِ ويَتركُ المحرَّمات، وإذْ خَصَّ اللهُ هذهِ الأُمَّةَ بالقُرآن، فإنَّهُ فَضلٌ عَظيمٌ منهُ عَليهم.
﴿جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ﴾ [فاطر :33]
ويَومَ القِيامَةِ يَدخُلونَ جنَّاتٍ أُعِدَّتْ لإقامَةٍ دائمَةٍ لا زَوالَ لها، يُزَيَّنونَ فيها بأساوِرَ مِنْ ذهَب، ويُؤتَونَ لؤلؤًا صَافيًا جَميلاً، ويَلبَسُونَ فيها الحَريرَ النَّاعِم.
﴿وَقَالُواْ الۡحَمۡدُ لِلَّهِ الَّذِيٓ أَذۡهَبَ عَنَّا الۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٞ شَكُورٌ﴾ [فاطر :34]
ويَقولونَ إذا دخَلوا الجنَّةَ: الحَمدُ للهِ الذي أذهبَ عنَّا الأحزَانَ والهُموم، فقدْ كنَّا نَخافُ مِنْ عاقِبَةِ أمرِنا، واللهُ يَغفِرُ ذُنوبَ عِبادِهِ المؤمِنينَ التَّائبين، ويَشكرُ لهمْ طاعَتَهم، ويُجازيهمْ عَليها خَيرَ الجزاء.
﴿الَّذِيٓ أَحَلَّنَا دَارَ الۡمُقَامَةِ مِن فَضۡلِهِۦ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٞ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٞ﴾ [فاطر :35]
الحَمدُ للهِ الذي أنزَلَنا دارَ الإقامَة، التي لا مَوتَ فيها ولا انتِقالَ عَنها، مِنْ فَضلِهِ ونعمَتِه، ولم تَكنْ أعمالُنا تُساوي ذلك، لا يُصيبُنا فيها تعَبٌ ومشَقَّةٌ، ولا إعياءٌ وفُتور.
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقۡضَىٰ عَلَيۡهِمۡ فَيَمُوتُواْ وَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُم مِّنۡ عَذَابِهَاۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي كُلَّ كَفُورٖ﴾ [فاطر :36]
والذينَ كفَروا نَصيبُهمْ نارُ جهنَّم، لا يَهلِكونَ فيها ليَستَريحوا، ولا يُخَفَّفُ عَنهمْ مِنْ عَذابِها، بلْ يَبقُونَ فيها هكذا يَحتَرِقونَ ويُعَذَّبون، وهذا جَزاءُ كُلِّ مَنْ عاندَ واستَكبَرَ عنْ قَبولِ الحقّ، وكذَّبَ برِسالاتِ اللهِ ورسُلِه.
﴿وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ الَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ النَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾ [فاطر :37]
وهمْ يَصيحونَ فيها ويَصرُخون، ويَجأرونَ إلى رَبِّهمْ ويَستَغيثونَ قائلين: ربَّنا أخرِجنا مِنَ هذهِ النَّار، وأعِدنا إلى الدُّنيا لنَعملَ الأعمالَ الحسَنة، غَيرَ الذي كُنَّا نَعمَلُهُ سابِقًا مِنَ الشِّركِ والمعاصي.
أوَ ما أعطَيناكمْ عُمُرًا كافيًا، ووَقتًا واسِعًا، وأمهَلناكمْ في الحيَاةِ الدُّنيا بما فيهِ الكِفايَة؟ ولو كنتُمْ ممَّنْ يتَّعِظونَ ويَنتَفِعونَ بكلامِ اللهِ وإنذارِ رسُلِه، لانتَفَعتُمْ بما بُلِّغْتُمْ بهِ مُدَّةَ عُمُرِكم، ولكنْ أبَيتُمْ واستَكبَرتُمْ عنِ اتِّباعِ الحقّ، فذوقُوا العَذابَ الذي تستَحِقُّونَه، فما للكافِرينَ مِنْ ناصِرٍ يَدفَعُ عَنهمُ العَذاب.
﴿إِنَّ اللَّهَ عَٰلِمُ غَيۡبِ السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [فاطر :38]
واللهُ عالِمٌ بما غابَ عنِ العِبادِ ممَّا في السَّماواتِ والأرْض، لا يَغيبُ عَنهُ شَيءٌ مِنْ ذلك، وهوَ عَليمٌ بما تُخفي صُدورُ النَّاس، وما تَنطَوي عَليهِ ضَمائرُهم، وسيُجازي كُلاًّ بما عَمِل.
﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ فِي الۡأَرۡضِۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَلَا يَزِيدُ الۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ إِلَّا مَقۡتٗاۖ وَلَا يَزِيدُ الۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ إِلَّا خَسَارٗا﴾ [فاطر :39]
اللهُ سُبحانَهُ هوَ الذي جعَلكمْ تَخلُفونَ قَومًا آخَرينَ في الأرْض، ليَنظُرَ كيفَ تَعمَلونَ فيها، هلْ تُعَمِّرونَها بالحقِّ والتَّوحيد، أو تُفسِدونَ فيها وتَكفُرون؟ فمَنْ كفرَ فعَليهِ وَبالُ كُفرِهِ وجَزاؤه، وكُلَّما ازدَادوا في كُفرِهم، ازدَادوا بذلكَ بُغضًا واحتِقارًا عندَ رَبِّهم، وزادُوا في خَسارَةِ أنفُسِهمْ يَومَ القِيامَة.
﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ شُرَكَآءَكُمُ الَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي السَّمَٰوَٰتِ أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا فَهُمۡ عَلَىٰ بَيِّنَتٖ مِّنۡهُۚ بَلۡ إِن يَعِدُ الظَّـٰلِمُونَ بَعۡضُهُم بَعۡضًا إِلَّا غُرُورًا﴾ [فاطر :40]
قُلْ للمُشرِكينَ أيُّها الرسُول: أرَأيتُمْ هذهِ الأصْنامَ التي تَدَّعونَ أنَّها آلِهَة، وتَعبُدونَهمْ مِنْ دُونِ الله، أَرُوني ولو شَيئًا قَليلاً خلَقُوهُ في الأرْضِ ممَّا يَراهُ النَّاس، حتَّى يَستَحِقُّوا أنْ يُسَمَّوا آلِهَة! أمْ أنَّ لهمْ شَراكةً معَ اللهِ في خَلقِ السَّماواتِ حتَّى يَستَحِقُّوا ذلك؟ أمْ أنزَلنا عَليهمْ كتابًا نُخبِرُهمْ فيهِ بأنَّهمْ شُرَكاءُ لنَا فهمْ على حُجَّةٍ ظاهِرَةٍ مِنْ ذلك؟! لا يوجَدُ شَيءٌ مِنْ ذلكَ كُلِّه، إنَّما اتَّبَعَ المشرِكونَ أهواءَهمُ الزَّائغَة، وأفكارَهمُ المُنحَرِفَة، حيثُ غرَّرَ الأسلافُ بالأخلاف، وأضَلَّ الرؤساءُ أتباعَهم، وكانوا جَميعًا في بُطلانٍ وغُرور.