تفسير سورة الصافات

  1. سور القرآن الكريم
  2. الصافات
37

﴿وَالصَّـٰٓفَّـٰتِ صَفّٗا﴾ [الصافات:1]


أُقسِمُ بالمَلائكَةِ المصطفَّةِ باستقامَةٍ في جمَاعات، المتراصَّةِ في صُفوفِها(122).

(122) الصافّات: جمعُ صافَّة، بمعنى جماعة، فالصافَّاتُ بمعنَى الجماعاتِ الصافّات... (روح البيان). وتأنيثُ هذه الصفاتِ باعتبارِ إجرائها على معنى الطائفةِ والجماعة، ليدلَّ على أن المرادَ أصنافٌ من الملائكةِ لا آحادٌ منهم. و {الصَّافَّاتِ}: جمعُ صافَّة، وهي الطائفةُ المصطفُّ بعضُها مع بعض.. (التحرير).

﴿فَالزَّـٰجِرَٰتِ زَجۡرٗا﴾ [الصافات:2]


والمَلائكَةِ التي تَزجُرُ السَّحابَ وتَسوقُهُ إلى حَيثُ يأمرُ الله.

﴿فَالتَّـٰلِيَٰتِ ذِكۡرًا﴾ [الصافات:3]


فالمَلائكَةِ التالياتِ ذِكرَ الله، مِنْ تَسبيحٍ وتَحميدٍ وتَمجيدٍ وتَهليل..

﴿إِنَّ إِلَٰهَكُمۡ لَوَٰحِدٞ﴾ [الصافات:4]


إنَّ إلهكمْ - أيُّها النَّاسُ - إلهٌ واحِدٌ لا شَريكَ له.

﴿رَّبُّ السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَرَبُّ الۡمَشَٰرِقِ﴾ [الصافات:5]


رَبُّ السَّماواتِ السَّبعِ العَظيمَة، والأرْضِ وما فيها، وما بينَهما مِنَ المَخلوقات، ورَبُّ مَطالِعِ الشَّمس، خَلقًا، ومُلكًا، وتصَرُّفًا فيها.

﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنۡيَا بِزِينَةٍ الۡكَوَاكِبِ﴾ [الصافات:6]


إنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ القَريبَةَ مِنَ الأرْضِ بالكَواكبِ المُنيرَة، في أضوائها وتلَألُؤها وحُسنِ مَنظَرِها.

﴿وَحِفۡظٗا مِّن كُلِّ شَيۡطَٰنٖ مَّارِدٖ﴾ [الصافات:7]


وحَفِظنا بها السَّماءَ مِنْ كُلِّ شَيطانٍ مُتمَرِّدٍ عاتٍ.

﴿لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الۡمَلَإِ الۡأَعۡلَىٰ وَيُقۡذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٖ﴾ [الصافات:8]


لئلاّ يَصعَدوا في السَّماءِ ويَستَمِعوا إلى المَلائكَةِ بما يُوحي اللهُ إليهم، أو بما يَتكَلَّمونَ في أمرِ العِباد، فيُرمَونَ بالشُّهبِ مِنْ كُلِّ أنحاءِ السَّماء.

﴿دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ﴾ [الصافات:9]


ليُطرَدوا ويُبعَدوا مِنْ مَجالسِ الملائكَة، ولهمْ في الآخِرَةِ عَذابٌ دَائم.

﴿إِلَّا مَنۡ خَطِفَ الۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ ثَاقِبٞ﴾ [الصافات:10]


إلاّ مَنِ اختلَسَ مِنْ كلامِ المَلائكَةِ مُسارَقَة، فلَحِقَهُ شِهابٌ قَويٌّ مُتوَقِّد، يُحرِقُهُ أو يُخَبِّلُه، وقدْ يُلقي الكَلِمَةَ التي سَمِعَها إلى الذي تَحتَه، ثمَّ إلى الآخَرِ حتَّى يَصِلَ إلى الكاهِن، ورُبَّما أدركَهُ الشِّهابُ قَبلَ أنْ يُلقيَها.

﴿فَاسۡتَفۡتِهِمۡ أَهُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَم مَّنۡ خَلَقۡنَآۚ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّن طِينٖ لَّازِبِۭ﴾ [الصافات:11]


فاسألِ المشرِكينَ أيُّها الرسُول: أهمْ أقوَى خِلقَةً وأصعَبُ إيجادًا، أمْ مَنْ خَلَقنا، مِنَ المَلائكة، والسَّماوات، والأرْض، وما بينَهما، والمشارِقِ والكواكب، والشَّياطين؟ فكيفَ يَستَبعِدونَ إيجادَ شَيءٍ مِنْ قِبَلِ الله، كبَعثِهمْ بعدَ المَوت؟ ولقدْ خلَقنا أصلَ الإنسِانِ مِنْ طِينٍ لَزِقٍ ثابِت، وهوَ سُبحانَهُ قادِرٌ على خَلقِهمْ ولو تحوَّلوا إلى عِظامٍ وتُراب.

﴿بَلۡ عَجِبۡتَ وَيَسۡخَرُونَ﴾ [الصافات:12]


بلْ عَجِبْتَ أيُّها النبيُّ مِنْ تَكذيبِهمْ إيَّاك، وإنكارِهمْ البَعث، وأنتَ مُصَدِّقٌ، عَميقُ الإيمانِ بذلك، وهمْ يَسخَرونَ ممَّا تَقولُ لهم، ويَستَهزِئونَ بالأدلَّةِ التي تَذكرُها لهم.

﴿وَإِذَا ذُكِّرُواْ لَا يَذۡكُرُونَ﴾ [الصافات:13]


وإذا وُعِظوا وذُكِّروا لا يتَّعِظون، ولا يأبَهونَ بما تَقول.

﴿وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةٗ يَسۡتَسۡخِرُونَ﴾ [الصافات:14]


وإذا رَأوا مُعجِزَةً وبُرهانًا على صِدقِ ما تَقول، سَخِروا واستَهزَؤوا.

﴿وَقَالُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٌ﴾ [الصافات:15]


وقالوا في كُفرٍ وعِناد: ما هذهِ المُعجِزاتُ والآياتُ إلاّ سِحرٌ بَيِّنٌ ساعدَكَ فيهِ الجِنّ!

﴿أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ﴾ [الصافات:16]


وقالوا مُنكِرينَ ومُكذِّبين: أإذا تَحوَّلتْ أجسادُنا إلى تُراب، وكُنَّا عِظامًا يابِسَةً باليَة، أنُبعَثُ بعدَ هذا كُلِّه؟

﴿أَوَءَابَآؤُنَا الۡأَوَّلُونَ﴾ [الصافات:17]


وآباؤنا الأوَّلونَ كذلك، الذينَ لا أثرَ لهم، أيُبعَثونَ أيضًا؟

﴿قُلۡ نَعَمۡ وَأَنتُمۡ دَٰخِرُونَ﴾ [الصافات:18]


قُلْ لهم: نعَم، ستُبعَثونَ يَومَ القِيامَةِ أنتُمْ وآباؤكم، وأنتُمْ صاغِرونَ أذِلَّةٌ في قَبضَةِ القُدرَةِ الإلهيَّة.

﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ فَإِذَا هُمۡ يَنظُرُونَ﴾ [الصافات:19]


فإنَّما هيَ نَفخَةٌ وَاحِدَةٌ في الصُّوْر، فإذا همْ قيامٌ مِنْ قُبورِهم، يَنظُرونَ إلى الأهوَالِ التي تُحيطُ بهم.

﴿وَقَالُواْ يَٰوَيۡلَنَا هَٰذَا يَوۡمُ الدِّينِ﴾ [الصافات:20]


وقالوا وهمْ نادِمونَ مُتحَسِّرون: يا هَلاكَنا، هذا يَومُ الحِسابِ والجَزاء.