تفسير سورة الصافات

  1. سور القرآن الكريم
  2. الصافات
37

﴿إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا الۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الصافات:81]


إنَّهُ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مِنْ عِبادِنا الموَحِّدين، المُخلِصينَ في طاعَتِهمْ ودَعوَتِهمْ إلى الله.

﴿ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا الۡأٓخَرِينَ﴾ [الصافات:82]


ثمَّ أغرَقْنا قَومَهُ الكافِرينَ أجمَعين، ولم نُبقِ منهمْ أحَدًا.

﴿۞وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِۦ لَإِبۡرَٰهِيمَ﴾ [الصافات:83]


وإنَّ مِنْ أهلِ نُوحٍ في أصُولِ دِينِهِ وسُنَّتِهِ إبراهيمُ عَليهِ السَّلام.

﴿إِذۡ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبٖ سَلِيمٍ﴾ [الصافات:84]


فقدْ جاءَ رَبَّهُ بقَلبٍ نَقيٍّ خالٍ مِنَ الشَّكِّ والشِّرك.

﴿إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَاذَا تَعۡبُدُونَ﴾ [الصافات:85]


وقالَ لأبيهِ وقَومِهِ مُنكِرًا عَليهمْ فِعلَهم: ما هذا الذي تَعبُدونَه؟

﴿أَئِفۡكًا ءَالِهَةٗ دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ﴾ [الصافات:86]


أتُريدونَ أنْ تَجعَلوا معَ اللهِ آلهَةً أُخرَى كذِبًا وباطِلاً؟ وهلِ الحِجارَةُ تَفقَهُ شَيئًا أو تَتصَرَّفُ في شَيءٍ حتَّى يَكونَ لها شُبهَةُ أُلوهيَّةٍ عندَكم؟

﴿فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الۡعَٰلَمِينَ﴾ [الصافات:87]


فما تَقولونَ في عِبادَةِ رَبِّ الكَونِ كُلِّه، أليسَ هوَ الجَديرَ بالعِبادَةِ حقًّا؟

﴿فَنَظَرَ نَظۡرَةٗ فِي النُّجُومِ﴾ [الصافات:88]


فنظَرَ إلى النُّجومِ مُلتَهيًا عَنهم، وقدْ أرادُوا الخُروجَ إلى عِيدٍ لهم،

﴿فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٞ﴾ [الصافات:89]


فقالَ لهم: إنَّني مَريض - يَعني سَقيمَ القَلبِ لعِبادَتِهمُ الأوثانَ - فلا أخرُجُ إلى احتِفالٍ أو عِيد.

﴿فَتَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ مُدۡبِرِينَ﴾ [الصافات:90]


فأعرَضوا عَنه، وتَرَكوا القُربَ منه، ومضَوا إلى عيدِهم.

﴿فَرَاغَ إِلَىٰٓ ءَالِهَتِهِمۡ فَقَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ﴾ [الصافات:91]


فخرَجَ مِنْ بَعدِهمْ بسُرعَةٍ مُختَفيًا إلى أصنامِهم، وقدْ وُضِعَ طَعامٌ أمامَهم، فقالَ لهمْ مُستَهزِئًا: ألَا تَأكُلونَ الطَّعامَ الذي أمامَكم؟

﴿مَا لَكُمۡ لَا تَنطِقُونَ﴾ [الصافات:92]


ما لكمْ أيُّها الأصْنامُ لا تُجيبُون؟

﴿فَرَاغَ عَلَيۡهِمۡ ضَرۡبَۢا بِالۡيَمِينِ﴾ [الصافات:93]


فمالَ مُستَعليًا عَليهمْ يَضرِبهمْ بيَدِهِ اليُمنَى.

﴿فَأَقۡبَلُوٓاْ إِلَيۡهِ يَزِفُّونَ﴾ [الصافات:94]


فرَجَعوا مِنْ عيدِهمْ ورَأوا أصنامَهمْ مَكسورَة، فدُلُّوا على مَنْ كانَ يَذكرُهمْ بسُوءٍ مِنْ قَبل، وهوَ إبراهيمُ عَليهِ السَّلام، فجاؤوا إليهِ مُسرِعين، يَسألونَهُ عنْ سبَبِ إذلالِ أصنامِهم؟

﴿قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ﴾ [الصافات:95]


فقالَ لهم: أتَعبُدونَ أحجارًا تَنحِتُونَها بأيديكم،

﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [الصافات:96]


واللهُ خالِقُكمْ وخالِقُ ما تَعمَلونَ بأيديكمْ مِنَ الأصْنامِ وغَيرِها، أفلا تَتوَجَّهونَ إليهِ إذًا وتَعبُدونَه؟

﴿قَالُواْ ابۡنُواْ لَهُۥ بُنۡيَٰنٗا فَأَلۡقُوهُ فِي الۡجَحِيمِ﴾ [الصافات:97]


فلمِ يَقدِروا على مُجابَهتِهِ بالحُجَّةِ والدَّليل، فقالوا: ابنُوا لهُ بُنيانًا(124)، وأَلقُوهُ في نَارٍ شَديدَةِ الوقُود، لتُحرِقَهُ ونَتخَلَّصَ منه.

(124) ذُكِرَ أنهم بنوا له بنياناً يشبهُ التنُّور، ثم نقَلوا إليه الحطب، وأوقدوا عليه.. (الطبري).

﴿فَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ الۡأَسۡفَلِينَ﴾ [الصافات:98]


فأرادُوا بهِ شَرًّا، فجعَلناهمُ الأذَلِّين، ونَجَّينا إبراهيمَ مِنَ النَّار. {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [سورة الأنبياء: 69].

﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهۡدِينِ﴾ [الصافات:99]


وبعدَما أيِسَ مِنْ إيمانِهمْ قال: سأهجرُ دارَ الكُفرِ، وأذهَبُ إلى مَكانٍ أعبُدُ فيهِ رَبَّي دونَ أنْ يؤذيَني فيهِ أحَد، وهوَ الذي سيُرشِدُني إليه، وإلى ما فيهِ الخَيرُ والصَّلاح.

﴿رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ الصَّـٰلِحِينَ﴾ [الصافات:100]


اللهمَّ ارزُقني ذُرِّيَّةً صالِحَةً تُعينُني على تَبليغِ رِسالتِك.