تفسير سورة الحاقة

  1. سور القرآن الكريم
  2. الحاقة
69

﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ﴾ [الحاقة:21]


فهوَ في عِيشَةٍ مَرضيَّة(151)، وسَعادَةٍ غامِرَة.

(151) العِيشة: حالةُ العيشِ وهيئتُه. (التحرير).

﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ﴾ [الحاقة:22]


في جنَّةٍ واسِعَةٍ مُرتَفِعَة.

﴿قُطُوفُهَا دَانِيَةٞ﴾ [الحاقة:23]


ثِمارُها قَريبةُ التَّناول، للقائمِ والقاعِد.

﴿كُلُواْ وَاشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي الۡأَيَّامِ الۡخَالِيَةِ﴾ [الحاقة:24]


كُلُوا مِنْ طَعامِ الجنَّةِ وثِمارِها، واشرَبوا مِنْ أنهارِها اللَّذيذَة، سائغًا مريئًا، بما قدَّمتُمْ مِنَ الأعمَالِ الصَّالحةِ في أيَّامِ الدُّنيا.

﴿وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ﴾ [الحاقة:25]


وأمَّا مَنْ أُوتيَ صَحيفةَ أعمالِهِ بيدِهِ الشِّمال، فيَندَمُ غايةَ الندَم، ويَقول: يا لَيتَني لم أُعْطَ صَحيفَتي،

﴿وَلَمۡ أَدۡرِ مَا حِسَابِيَهۡ﴾ [الحاقة:26]


ولم أعرِفْ جَزائي ومَصيري،

﴿يَٰلَيۡتَهَا كَانَتِ الۡقَاضِيَةَ﴾ [الحاقة:27]


لَيتَ المَوتةَ التي مُتُّها في الدُّنيا كانَتِ الأخيرَةَ فلمْ أُبعَثْ ولم أُحاسَب،

﴿مَآ أَغۡنَىٰ عَنِّي مَالِيَهۡۜ﴾ [الحاقة:28]


لم يَنفَعْني مَالي الذي جمَعتُهُ في الحيَاةِ الدُّنيا شَيئًا، ولم يَدفَعْ عنِّي سُوءَ ما أُلاقيهِ مِنَ العَذاب،

﴿هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ﴾ [الحاقة:29]


ولم يُغْنِ عنِّي عِلمي وحُجَّتي وجِدالي، وشهاداتي وخِبرَاتي. أو لم يُغْنِ عنِّي جاهي ومَنصِبي، وأنصاري وجَماهيري الكثيرَة، لقدْ بطَلَتْ جَميعُها، وعجَزَتْ عنِ القِيامِ بأيِّ شَيءٍ لي.

﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ﴾ [الحاقة:30]


خُذوهُ أيُّها الزَّبانيَة، وشُدُّوا يدَهُ إلى عُنُقِهِ بالقيُود،

﴿ثُمَّ الۡجَحِيمَ صَلُّوهُ﴾ [الحاقة:31]


ثمَّ أدخِلوهُ نارَ الجَحيمِ المؤجَّجَة،

﴿ثُمَّ فِي سِلۡسِلَةٖ ذَرۡعُهَا سَبۡعُونَ ذِرَاعٗا فَاسۡلُكُوهُ﴾ [الحاقة:32]


ثمَّ أدخِلوهُ في سِلسِلَةٍ طُولُها سَبعونَ ذِراعًا، حِلَقٌ داخِلَةٌ في حِلَق، تُوقَدُ في نَارِ جهنَّمَ وتُلَفُّ على جسَدِهِ مِنْ جَميعِ جِهاتِه.

﴿إِنَّهُۥ كَانَ لَا يُؤۡمِنُ بِاللَّهِ الۡعَظِيمِ﴾ [الحاقة:33]


إنَّهُ كانَ مُصِرًّا على الكُفرِ والتَّكذيب، لا يَقومُ بحقِّ اللهِ مِنَ الطَّاعَة، خَلا قَلبُهُ مِنْ نُورِ الإيمَان، فصارَ خَرِبًا مَوَاتًا، لا يَصلُحُ لهُ إلاّ النَّارُ والعَذاب.

﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الۡمِسۡكِينِ﴾ [الحاقة:34]


وما كانَ يَرحَمُ العِباد، فلا يُطعِمُ الجَوعَى مِنَ الفُقَراءِ والمُحتاجين، ولا يَحُثُّ أهلَهُ على ذلك.

﴿فَلَيۡسَ لَهُ الۡيَوۡمَ هَٰهُنَا حَمِيمٞ﴾ [الحاقة:35]


فليسَ لهُ في هذا اليَومِ قَريبٌ يُنقِذُهُ مِنَ العَذابِ الذي هوَ فيه، أو يُخَفِّفُ عنه.

﴿وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنۡ غِسۡلِينٖ﴾ [الحاقة:36]


وليسَ لهُ مِنَ الطَّعامِ إلاّ الغِسلِين، الذي ذُكِرَ أنَّهُ صَديدُ أهلِ النَّار، وهوَ ما يَسيلُ مِنْ لُحومِهمْ وجُروحِهم.

﴿لَّا يَأۡكُلُهُۥٓ إِلَّا الۡخَٰطِـُٔونَ﴾ [الحاقة:37]


لا يأكلُهُ إلاَّ الكافِرون.

وقالَ الفَخرُ الرازيّ: لا يأكلُهُ إلاّ الآثِمونَ أصحَابُ الخَطايا، وخَطِئَ الرجُلُ إذا تعمَّدَ الذَّنْب، وهمْ المشرِكون... ويَجوزُ أنْ يُجابَ عنهُ بأنَّ المُرادَ الذينَ يَتخطَّونَ الحقَّ إلى الباطِلِ ويَتعَدَّونَ حُدودَ الله.

﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ﴾ [الحاقة:38]


فأُقسِمُ بما ترَونَ مِنَ الآيَاتِ الدالَّةِ على كمالِ قُدرَتي وعَظمَتي،

﴿وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ﴾ [الحاقة:39]


وبما غابَ عنكمْ مِنْ أسرَارِ القُدرَةِ العَظيمَة،

﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ﴾ [الحاقة:40]


إنَّ القُرآنَ العَظيمَ يَتلُوهُ رَسُولُهُ الكَريم، يُبَلِّغُهُ عنِ اللهِ رَبِّ العالَمين.