﴿وَإِذَا مَسَّهُ الۡخَيۡرُ مَنُوعًا﴾ [المعارج:21]
وإذا حصلَتْ لهُ نِعمَةٌ وسَعَةٌ لم يُنفِقْ ممَّا يُحِبّ، ورأيتَهُ بَخيلاً،
﴿إِلَّا الۡمُصَلِّينَ﴾ [المعارج:22]
إلاّ مَنْ هَداهُ اللهُ للإيمَانِ فكان مِنَ المُصَلِّين،
﴿الَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ﴾ [المعارج:23]
الذينَ يُقيمونُ الصَّلاةَ في أوقاتِها ويُحافِظونَ عَليها، ولا يَنشَغِلونَ عنها بشَيءٍ مِنْ أُمورِ الدُّنيا،
﴿وَالَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ﴾ [المعارج:24]
والذينَ في أموَالِهمْ نِسبَةٌ مُحدَّدَة فيؤدُّونَها، وهيَ الزَّكاة. أو نَصيبٌ مُعيَّنٌ يَتبَرَّعونَ بهِ للفُقراءِ وفي وجُوهِ البِرِّ والإحسَان.
﴿لِّلسَّآئِلِ وَالۡمَحۡرُومِ﴾ [المعارج:25]
يُعطُونَهُ للفَقيرِ الذي يَتكفَّفُ النَّاس، والمَحرومِ الذي ذَهبَ مالُهُ ولا يَستَطيعُ العمَل، أو يَعِفُّ فلا يَسأل.
﴿وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ الدِّينِ﴾ [المعارج:26]
والذينَ يؤمِنونَ باليَومِ الآخِر، والجَزاءِ والحِساب، والثَّوابِ والعِقاب، فيَبتَعِدونَ عنِ المُنكَراتِ لئلاّ يُعاقَبوا، ويَعمَلونَ الأعمَالَ الصَّالحةَ ليُثابُوا.
﴿وَالَّذِينَ هُم مِّنۡ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ﴾ [المعارج:27]
والذينَ يَخافونَ على أنفُسِهمْ مِنْ عَذابِ الجَحيم، فهمْ وَجِلونَ مُشفِقون، يَطمَعونَ في رَحمَةِ رَبِّهم، ويَخافونَ عُقوبَتَه.
﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمۡ غَيۡرُ مَأۡمُونٖ﴾ [المعارج:28]
ولا يأمَنَنَّ عَذابَ اللهِ أحَدٌ، ولو كانَ مُبالِغًا في الطَّاعَة، فلا يَخلو أحَدٌ مِنْ ذُنوبٍ عَمِلَها، ولا يَدري أيُغفَرُ لهُ أمْ لا؟
﴿وَالَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ﴾ [المعارج:29]
والذينَ يُحافِظونَ على فُروجِهمْ مِنَ الحَرام، فهمْ أعِفَّةٌ لا يَقَعونَ فيما نَهاهمُ اللهُ عنه.
﴿إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ﴾ [المعارج:30]
ولا يَقرَبونَ سِوَى ما أحلَّ اللهُ لهمْ مِنْ أزوَاجِهم، أو ما ملَكتْ أيمانُهمْ مِنَ الجوَاري، فلا حرجَ عَليهمْ في ذلكَ ولا لَوم.
﴿فَمَنِ ابۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ الۡعَادُونَ﴾ [المعارج:31]
فمَنْ طلبَ غَيرَ زَوجاتِهِ وإمَائه، فهوَ منَ المُعتَدين، المُتجاوزِينَ منَ الحَلالِ إلى الحَرام.
﴿وَالَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ﴾ [المعارج:32]
ومِنْ صِفاتِ المؤمِنينَ أنَّهمْ مؤتَمَنونَ على أماناتِهمْ وعُهودِهم، حافِظونَ لها ومُوفُونَ بها، فلا يَخونُونَ ولا يَغدِرون.
﴿وَالَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ﴾ [المعارج:33]
والذينَ يُحافِظونَ على شَهاداتِهم، فلا يَكتُمونَها، ولا يَزيدونَ فيها، ولا يَنقُصونَ منها، إحياءً لحقُوقِ النَّاس، وتَعظيمًا لأمرِ الله.
﴿وَالَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ﴾ [المعارج:34]
والذينَ يُحافِظونَ على صَلواتِهمُ المَفروضَةِ عَليهم، فيُؤدُّونَها في وَقتِها، وبأركَانِها وشُروطِها.
﴿أُوْلَـٰٓئِكَ فِي جَنَّـٰتٖ مُّكۡرَمُونَ﴾ [المعارج:35]
أولئكَ يُكرِمُهمُ اللهُ ويُعِدُّ لهمْ ما يُسعِدُهمْ في جَنَّاتِ النَّعيم.
﴿فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُواْ قِبَلَكَ مُهۡطِعِينَ﴾ [المعارج:36]
فما بالُ هؤلاءِ المشرِكينَ الذينَ حَولَكَ مُسرِعينَ مُقبِلينَ إلَيك؟
﴿عَنِ الۡيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ﴾ [المعارج:37]
ثمَّ مُتفَرِّقينَ عنكَ ذاتَ اليَمينِ وذاتَ الشِّمال، يُعرِضونَ عَنكَ ويَسخَرونَ مِنك، ويَتَحلَّقونَ في جَماعاتٍ يَتناجَونَ بالكَيدِ والردِّ على ما يَسمَعون؟
﴿أَيَطۡمَعُ كُلُّ امۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ أَن يُدۡخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٖ﴾ [المعارج:38]
أيَطمَعُ هؤلاءِ معَ ما همْ عليهِ مِنَ الكُفرِ والإعرَاضِ والاستِهزاءِ أنْ يُكرَموا بجنَّاتِ النَّعيم؟
﴿كَلَّآۖ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّمَّا يَعۡلَمُونَ﴾ [المعارج:39]
كلاَّ، لا نَصيبَ لهمْ في ذلك، وقدْ عانَدوا وأصَرُّوا على الكُفر. وقدْ عَلِموا أنَّا خلَقناهمْ مِنْ ماءٍ مَهين، فصَاروا يُجادِلونَ في دِينِ اللهِ بالباطِل، وكانَ الأَولى بهمْ أنْ يَعلَموا أنَّ الذي خلقَهمْ مِنْ هذا الماءِ الضَّعيفِ قادِرٌ على أنْ يَبعثَهمْ بعدَ الموتِ ويُحاسِبَهم.
﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِرَبِّ الۡمَشَٰرِقِ وَالۡمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ﴾ [المعارج:40]
فأُقسِمُ باللهِ رَبِّ المَشارِقِ والمَغارِب، حيثُ تُشرِقُ الشَّمسُ وتَغرُبُ في كُلِّ لحظَةٍ باستِمرارِ دَوَرانِ الأرْضِ حَولَ مِحوَرِها، نحنُ قادِرونَ،