فأعرضَ عنهمْ صالحٌ وهوَ مُتَحسِّرٌ على ما فاتَهمْ منَ الإيمان، وخاطَبَهُمْ كما خاطبَ رسولُنا صلى الله عليهِ وسلم موتَى المشرِكينَ في غَزوةِ بدر: يا قوم، لقدْ أبلغتُكمْ رسالةَ ربِّي كما طَلبَ منِّي، وكانَ فيها فوزُكمْ ونجاتُكمْ لو أطعتُمْ ولم تُعانِدوا، ونَصحتُكمْ كما يَنبغي، وأنا مُشفِقٌ عليكم، وودِدْتُ لو آمنتُمْ عنْ آخِرِكم، ولكنَّكمْ لا تَوَدُّون الناصِحين، وتُعادونَ المخلِصين، فكانَ هذا جزاءَكم، وفي الآخِرةِ عذابٌ أشدُّ وأبقَى.