إنَّنا نَكونُ كذَبنا على اللهِ كَذِباً عَظيماً إذا رجَعنا إلى مِلَّتكمْ وأشرَكنا معَ الله، بعدَ أنْ خلَّصَنا اللهُ منها ومِنْ ظُلماتِها، وعَلِمنا بُطلانَها عنْ طَريقِ رَسولِه، ولا يَحِقُّ لنا ولا يُعقَلُ أنْ نَعودَ في الكفر، إلا حالَ مَشيئةِ اللهِ لعَودِنا في حالِ انتِكاسِنا وخِذلانِنا. وهذا كلامُ أصحابِ شُعَيبٍ عليهِ السَّلام.
وقد أحاطَ اللهُ عِلماً بأحوالِ عِبادِه، فهوَ يَعرِفُ نيَّاتِهم وظواهرَهم، ومَنْ يَنوي الخيرَ ونَقيضَه، قدْ فوَّضنا أمرَنا إلى الله، واعتمدْنا عليهِ في أمورِنا كلِّها.
اللهمَّ إنَّا نسألُكَ أنْ تَفصِلَ بينَنا وبينَ قومِنا الذينَ أبَوا دينَك، وعتَوا وعانَدوا وظَلموا، فأنتَ الحقّ، وأنتَ خيرُ مَنْ قضَى وحَكَم.