وقالَ مستَشارو فِرعَونَ وقادتُه له، وقدْ كَثُرَ أتباعُ موسَى مِنْ بَني إسْرائيل: أتَترُكُ موسَى وقومَهُ ليُفسِدوا في أرضِ مِصر، وهمْ يَدْعونَ رعيَّتَكَ إلى عِبادةِ اللهِ والخروجِ عليك، وتكونُ النَّتيجةُ أنْ يَترُككَ موسَى ويَترُكَ مَعبوداتِك؟ ذُكِرَ أنَّهُ كانَ قدْ صنعَ أصناماً وأمرَ الناسَ بعبادتِها تقرُّباً إليه. وقِيلَ غيرُ ذلك.
أجابَ فِرعَونُ أصحابَهُ بقوله: لنْ نترُكَهمْ هكذا، بلْ سنَفعلُ بهمْ كما كانَ يُفْعَلُ بهمْ سابقاً، سنَقتلُ كلِّ ذَكَرٍ منهم يُولَد، ونُبقي على إناثهم، قَهْراً وإذلالاً لهم، وسنَغلِبُهمْ بهذا، فيَقلُّونَ شَيئاً فشَيئاً، ولنْ يَقدِروا على الفَسادِ بعدَ ذلك، وهمْ جميعاً مَقهورونَ تحتَ أيدينا.