فإذا كانتْ سنةَ خِصْبٍ ورَخاء، وصارُوا في سَعةٍ وعَافية، قالوا: هذا مِنْ حقِّنا، أصَبناهُ بتَعبِنا، ولم يَروْهُ تَفضُّلاً منَ الله، وإذا كانتْ سَنةَ قَحطٍ وبلاءٍ تشاءَموا وقالوا: أصابَنا هذا النَّقصُ والبلاءُ بسبَبِ ما جاءَ بهِ موسَى وما يَدعو إليهِ هوَ وقومُه.
لكنَّ ما قُسِمَ لهمْ منْ نصيبٍ وقُدِّر لهمْ مِنْ رِزقٍ، وما يُصيبُهمْ مِنْ خَيرٍ وشَرٍّ كلُّهُ مِنْ عندِ الله، ولكنَّ أكثرَهمْ لا يَعلَمونَ ذلك، ولذلكَ يَقولونَ ما يَقولون.