فكانَ جزاءَ كفرِهمْ وإصرارِهمْ على الباطِل، أنْ عاقبناهُمْ بإرسالِ الطُّوفانِ عَليهم، فملأ بيوتَهم، وأتلفَ زرُوعَهم، وأغرَقَ أراضيَهم... ثمَّ أرسَلنا عليهمُ الجرادَ فأتلفَ ما بقيَ مِنْ زُروعِهم، وأكلَ ثمارَهمْ ونباتَهم، ثمَّ القملَ - وكفى بهِ عذاباً -، والضفَادِع، التي ملأتْ بيوتَهمْ وأوعيتَهمْ وأطعِمتَهم، ثمَّ الدمَ ليجريَ في مياهِهم، فصارُوا يَشرَبونَ الدم، ولا يَطبخون! ... وكلُّها آياتٌ وأدلَّةٌ وعِبَرٌ إلهيةٌ بيِّنةٌ، كافيةٌ للرَّدعِ عنِ الكُفر، والاستِسلامِ لله، والإيمانِ برسالتِه، ولكنَّهمْ معَ كلِّ هذا استَكبَروا عنِ الإيمانِ بها، فكانوا كافِرينَ مُجرِمين.