وفرَّقنا بني إسْرائيلَ وصيَّرناهمْ اثنتَي عشرةَ أمَّةً مِنْ قَبائلهم. وأوحَينا إلى نبيِّهمْ موسَى عندَما طَلَبَ منهُ قومهُ الماءَ مِنَ العطَشِ وهمْ في التِّيه، أنِ اضرِبِ الحَجرَ بعَصاك، فانفجرتْ منهُ اثنتا عَشرةَ عَيناً؛ مُعجِزةً له، لكلِّ قبيلةٍ منَ القبائلِ المذكورةِ عَينٌ خاصٌّ بها قدْ عرفَتْها.
وقدْ أنعَمنا عليهمْ وهمْ في ظُروفٍ شَديدةٍ في التِّيه، فظلَّلنا عليهمُ السَّحابَ الأبيضَ ليَقيَهُمْ حرَّ الشَّمسِ المُحرِق، وكانَ يَسيرُ الغَيمُ بسَيرِهم، ويَقِفُ بوقوفِهم!
وأنزلنا عليهمْ طَعاماً شَهيّاً لا يَتعَبونَ في تَحصيله، وهوَ المَنّ، الذي يَجدونَهُ على الأشجَار حُلواً كالعَسل، وطائرُ السُّمانَى، القريبُ المنال، فكُلوا هذا الطعامَ الطيِّبَ المستَلذَّ هَنيئاً مَرِيئاً.
ومَا أَدخَلوا بعِصيانِهمْ نَقصًا في مُلكِنا وسُلطانِنا، فنحنُ أعزُّ مِن أنْ نُظلَم، ولكنَّ بَني إسرائيلَ جَحدوا نِعمتَنا، وأَضَرُّوا بأنفُسِهم، فكانتْ عاقبةُ ظلمِهمْ على أنفسِهم.