فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض... - سورة الأعراف الآية 169

  1. الجزء التاسع
  2. سورة الأعراف
  3. الآية: 169

﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٞ وَرِثُواْ الۡكِتَٰبَ يَأۡخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الۡأَدۡنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغۡفَرُ لَنَا وَإِن يَأۡتِهِمۡ عَرَضٞ مِّثۡلُهُۥ يَأۡخُذُوهُۚ أَلَمۡ يُؤۡخَذۡ عَلَيۡهِم مِّيثَٰقُ الۡكِتَٰبِ أَن لَّا يَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الۡحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِۗ وَالدَّارُ الۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾

[الأعراف:169]

تفسير الآية

فجاءَ مِنْ بعدِهمْ جيلٌ انتَقلتْ إليهمُ التوراةُ مِنْ آبائهم، فصارُوا يأخُذونَ الرِّشا مُقابِلَ أقضيةٍ جائرةٍ ويَقولونَ إنَّ حُكمَها مِنَ التوراة، وأخَذوا يُزَوِّرونَ ويُحَرِّفونَ فيها بما يوافِقُ أهواءَهمُ الزائغة وآراءَهمُ الفاسِدة، لا يُبالونَ بحَلالٍ ولا حَرام، ولا حَقٍّ ولا باطِل، والمهمُّ عندَهمُ المالُ ومَتاعُ الدُّنيا، ثمَّ يَقولونَ بعدَ هذهِ الأفعالِ الشَّنيعة: إنَّ اللهَ سيَتجاوزُ عنّا ولا يُعَذِّبُنا! وإذا جاءَتْهُمْ صَفقةٌ ماليَّةٌ فاجِرةٌ منَ الغَد، عَادوا إلى ما كانوا عليه، لحرصِهمْ على الدُّنيا، وإصرارِهمْ على الذُّنوب، وكذبِهمْ في طَلَبِ المغفِرة، غيرَ تائبينَ ولا مُقلِعينَ عنها.

أمَا أُخِذَ منهمْ ميثاقٌ ووعدٌ مؤكَّدٌ منَ التوراةِ ألاّ يَقولوا على اللهِ إلاّ ما قالَهُ حقًّا، وأنْ يُبَيِّنوهُ للناسِ كما هو، فلا يَزيدوا ولا ينَقُصوا، وقدْ دَرَسوا التوراةَ وعَلِموا ذلك، وهمْ يَذكرونَهُ جيِّداً، وإنَّ طَلَبَ المثوبةِ الحُسنَى في الدَّارِ الآخِرَةِ بدلَ عَرَضٍ زائلٍ مِنْ أعراضِ الدُّنيا، أحسَنُ وأفضلُ لِمَنِ اتَّقَى اللهَ وخافَ عِقابَهُ وثَبتَ على الحقِّ كما أمرَه، أفلا تَعقِلونَ ذلكَ فتَتدبَّرون، وتَفهَمونَ فتَعتبِرون، وتَعلَمونَ أنَّ النَّعيمَ المُقيمَ خيرٌ منَ العَذابِ الأليم؟!

فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ

فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون