وكما كَرِهَ بعضُ المؤمِنينَ تسويةَ الغَنائم، فقدْ كَرِهَ فريقٌ منهمْ أيضاً إخراجَكَ من بيتِكَ بالمدينةِ بوحي وتَدبيرٍ منْ عندِ اللهِ لمقاتلةِ المشرِكين.
وكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قدْ خرجَ معَ ثلاثِمِئةٍ وبِضعَةَ عشرَ رجلاً مِنْ أصحابهِ يَطلبونَ قافلةً كبيرةً لأبي سُفيان، مُحَمَّلةً بأطعمةٍ وأموالٍ جَزيلةٍ لقُرَيش، قادمةً منَ الشَّام، فسَمِعَ أبو سفيانَ بخروجِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فبعثَ إلى مكَّةَ يَستَنجِدُ بمشرِكي قُرَيش، فخَرجَ منهمْ نحوُ ألفِ مُحارِب. وقدْ نَجَتِ القافِلَة، ثمَّ شاورَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَهُ في الحرب، فوافَقوه، وكَرِهَ بعضُهمْ ذلك.