وأعِدُّوا لأعْدائكمْ مَهما أمكنَكمْ مِنْ كلِّ ما يُتَقوَّى بهِ في الحَرب، مِنْ سِلاحٍ وغَيرِه.
وقدْ قرأ رَسولُ الله صلى الله عليهم وسلم الآيةَ وقال: " ألاَ إنَّ القوَّةَ الرميُ" (ثلاثَ مرات)، كما رواهُ مسلمٌ وغيرُه. وهذا لكَونِ الرَّمي أقوَى ما يُتَقوَّى به، ولأنَّهُ أشدُّ نِكايةً في العدوّ، فقدْ يُرمَى رأسُ الكتيبةِ فيُصابُ فيَنهزِمُ مَنْ خَلْفَهُ. والمقصودُ الرِّمايةُ بأنواعِ السِّلاح، مِنْ سهمٍ ورَصاصٍ ومِدْفَعٍ وقَذفٍ بالطائراتِ وغيرِ ذلك.
وما استَطعتُمْ منْ رَبطِ الخَيلِ واقتنائها للغَزو، وما يُلائمها في الحروبِ الحديثة، لتُخوِّفوا بهِ أعداءَ اللهِ الذينَ يُخالِفونَ أمرَه، وأعداءَكمُ الذينَ يتربَّصونَ بكم، ولتُرهِبوا بهِ غيرَهُمْ منَ الكفّار، الذينَ لا تعرفونَهم بأعيانِهم، لكنَّ اللهَ يَعلَمُهم.
ومَهما أنفقتُمْ مِنْ أموالٍ في الجِهادِ وغَيرِه، فإنَّ اللهَ يُوفيكمْ جزاءَها كاملاً، في يومٍ أحوجَ ما تكونونَ إليه، ولن تُظْلَموا بنَقصِ الثَّوابِ عليها أبداً.