وليسَ هناكَ أظلمُ ممَّنْ منعَ ذكرَ اللهِ في المساجِد، وسعَى في تَعطيلِها أو هَدمِها وخَرابِها، وما كانَ ينبغي لهؤلاءِ إلاّ أنْ يَدخلوها بِخَشيَةٍ وخُضوع، فَضلاً منَ الاجتراءِ على تخريبِها أو تعطيلِها. وقدْ تجرَّأَ المشركونَ فَمَنَعُوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ الحُديبيةِ منْ دخولِ المسجدِ الحرام! فلا تُمَكِّنُوا أحداً منهمْ مِنْ دخُولِهِ إذا قدَرتُمْ على ذلك.
وقد مُنِعُوا حقًّا عندما نَصَر اللهُ الإسلام، كما أوصَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُجلَى اليهودُ والنصارَى منْ جزيرةِ العرب، فكانَ ذلكَ خِزياً لهمْ لا يوصَف، بالقتلِ والسبيِ والإذْلال، ولهمْ عذابٌ كبيرٌ على ما انتَهكوا منْ حُرمةِ البيتِ وامتَهنُوه، منْ نَصْبِ الأصنامِ حولَه، والدعاءِ إلى غيرِ اللهِ عندَه، وغيرِ ذلكَ منْ أفاعيلِهمُ المُنكَرة.