ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله... - سورة البقرة الآية 115

  1. الجزء الأول
  2. سورة البقرة
  3. الآية: 115

﴿وَلِلَّهِ الۡمَشۡرِقُ وَالۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ اللَّهِۚ إِنَّ اللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ﴾

[البقرة:115]

تفسير الآية

الأرضُ كلُّها لله، شَرقُهَا وغَربُهَا، لا يَختَصُّ بمُلكِها والتصرُّفِ فيها إلا هوَ سُبحانَه، وإذا مُنِعتُمْ منَ العبادةِ في المسجدِ الأقصى، أو المسجدِ الحرام، ففي أيِّ مكانٍ أدَّيتمُ الصلاةَ وتوجهتُمْ فيهِ نحوَ القِبلة، فهُناكَ الجهةُ التي أمرَ اللهُ بها، وعِلمُهُ محيطٌ بجميعِ المعلومات، وهوَ برحمتهِ يريدُ التوسِعةَ على عبادِه، فهوَ العليمُ بمصالحِهمْ وأعمالِهمْ في الأماكنِ كلِّها.

وفي حديثٍ قدْ يَكونُ حسَناً بشواهده، أنَّ طائفةً منَ الصحابةِ كانوا في سَرِيَّة، فاختلفوا في اتجاهِ القِبلةِ ليلاً، فلمّا أصبحوا تبيَّنَ أنَّهمْ اتَّجهوا إلى غيرِ القِبلةِ في صلاتِهم، فنزلتِ الآيةُ الكريمة.

وقالَ ابنُ الجوزيِّ في "نواسخِ القرآن": هذا الحكمُ باقٍ عندَنا، وإنَّ منِ اشتَبَهتْ عليهِ القِبلةُ فصلَّى بالاجتِهاد، فصَلاتُهُ مجزيَّةٌ صَحيحَة.

وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم