وقالتِ النصارَى ومنْ أشْبَهَهُمْ منَ اليهود، وبعضُ مشركي العرب: اتَّخذَ اللهُ ولداً! تَقَدَّسَ وتعالَى عنْ ذلكَ علوّاً كبيراً. لقدْ كذَبوا واقْتَرَفُوا إثماً كبيراً بهذا القول، فلهُ تعالى مُلكُ السماواتِ والأرض، وهوَ المتصرِّفُ في أحيائها وجماداتِها، وهوَ خالِقُهمْ ورازِقُهم، ومسيِّرُهمْ كما يَشاء، فالجميعُ عبيدٌ له ومُلكٌ له، فكيفَ يَكونُ لهُ ولدٌ منهم، والولدُ يَكونُ مُتَوَلِّداً مِنْ شَيئينِ مُتناسِبَين، واللهُ ليسَ لهُ مثيلٌ ولا نَظير، ولا صَاحِبَةَ له، فكيفَ يَكونُ لهُ ولد؟ فهو الربُّ، والكلُّ مَربُوبٌ تحتَ مَشِيئتِه.