يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار... - سورة التوبة الآية 34

  1. الجزء العاشر
  2. سورة التوبة
  3. الآية: 34

﴿۞يَـٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ الۡأَحۡبَارِ وَالرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ النَّاسِ بِالۡبَٰطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِۗ وَالَّذِينَ يَكۡنِزُونَ الذَّهَبَ وَالۡفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٖ﴾

[التوبة:34]

تفسير الآية

أيُّها المؤمِنون، إنَّ كثيراً مِنْ عُلماءِ اليَهودِ والنَّصارَى يَتخلَّونَ عن أحكامِ دينِهمْ بقَبولِ أموالٍ محرَّمةٍ عليهمْ منَ الناس، فهمْ يأخذونَ الرشوَة، ويَقبَلونَ الهدايا، ويُغيِّرونَ لأصحابِها شرعَ اللهِ الحقّ، أو يخفِّفونَ أحكامَه عنهم، أو يُسامِحونَهمْ فيها، وهمْ يَمنعونَ الناسَ منِ اتِّباعِ دِينِ الله، بإثارةِ الشُّبهاتِ الباطلةِ حولَه، وبكَتْمِ ما أُمِروا بالتَّبشيرِ بهِ منْ مَبعثِ رسولِه، وتَحريفِ الأخبارِ حولَه، ويقولونَ إنَّهُ ليسَ النبيَّ المُبَشَّرَ به، وهمْ يَعرفُونَ أنَّ الصِّفاتِ الواردةَ فيهِ عندَهمْ مُنطَبِقةٌ عليهِ تماماً، ويَعرفونَ ذلكَ كما يَعرفونَ أبناءَهم.

والمقصود: التحذيرُ منْ عُلماءِ السُّوء، الذينَ يَعرفونَ الحقَّ ويَكتمونَه، أو يُحَرِّفونَه، فيَخونونَ اللهَ بذلك.

قالَ سُفيانُ بنُ عُيَيْنةَ رحمَهُ الله: مَنْ فَسَدَ مِنْ علمائنا كانَ فيهِ شِبْهٌ مِنْ اليهود، ومَنْ فَسَدَ مِنْ عُبّادِنا كانَ فيهِ شِبْهٌ منَ النصارَى.

والذينَ يجمَعونَ الأموال، مِنْ ذَهَبٍ وفِضَّةٍ ونُقود، ويَحْرِصونَ على حِفظِها عندَهم، ولا يَدفعونَ المستَحقّاتِ المترتِّبةَ عليها للفقراءِ واليتامَى والمُعوِزينَ كما حدَّدَهُ الشَّرع، فبشِّرهمْ بعِقابٍ شَديدٍ مؤلِم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم