إنَّ الذينَ أنزلنا علَيْهِمُ الكُتُبَ منَ المتقدِّمين، فأقاموها حَقَّ إقامتِها، وآمَنوا بها حقَّ الإيمان، دونَ تَحْرِيفٍ ولا تَعْطِيلٍ ولا تَأْوِيل، وَصَدَّقُوا ما فيها مِنَ الأخبار، ومنْ ذلكَ مَبعَثُ محمَّدٍ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وفيها صفتهُ والأمرُ باتِّباعهِ ونُصْرَتِه؛ قادَهُمْ هذا الالتزامُ إلى اتِّباعِ الحقِّ، ومنْ لم يلتزمْ بذلكَ وكفر، كان أمرُهمْ إلى خُسْرَانٍ ظَاهِر، حيثُ اشْتَرَوُا الكفرَ بالإيمان.