هلْ كانَ أمرًا عَجَبًا للنَّاسِ أنْ أوحَينا إلى رَجُلٍ منهم، وهوَ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، ليُعلِمَهمْ دِينَ الله، ويُبَلِّغَهمْ أوامِرَه، ويُحَذِّرَهمْ مِنْ مُخالفَتِها، ويُبَشِّرَ المؤمِنينَ أنَّ لهمْ عندَ ربِّهمْ أجرًا حسَنًا ومَنزِلَةً رَفيعَة؟!
قالَ الكافِرونَ المُتَعجِّبونَ مِنْ هذا الأمر، المستَبعِدونَ لوَحي الله: إنَّ مُحمَّدًا رَجُلٌ ساحِرٌ ظاهِرٌ سِحرُه، وليسَ نبيًّا. قالوا ذلكَ عِنادًا ولَجاجة، على الرغمِ منْ أنَّهُ جاءَهمْ بمعجِزاتٍ لا يَقدِرُ عليها السحَرَةُ وغيرُهم.