وإذا تُتلَى على المُشركينَ آياتُ القُرآنِ الكريمِ الواضِحاتُ، الدالَّةُ على التوحيدِ وبُطلانِ الشِّرك، قالَ هؤلاءِ الذينَ لا يؤمِنونَ بيَومِ القِيامة، ولا يَخافُونَ الحِساب: ائتِ بكِتابٍ غيرِ القُرآنِ لا يَكونُ فيهِ ذَمٌّ لآلِهتِنا، ولا ذِكرٌ ليَومِ البَعث، أو بَدِّلِ الآياتِ التي تحتوي على ذلكَ بغيرِها.
قُلْ لهمْ أيُّها الرَّسول: ليسَ هذا الأمرُ إليّ، ولا يَصِحُّ لي تَبديلُهُ مِنْ عِندي، إنَّما أنا عَبدٌ مَأمور، ورسُولٌ مُبَلِّغٌ عنِ الله، ما أتَّبِعُ إلاّ ما يُوحَى إليَّ فيما آمرُكمْ بهِ وأنهاكمْ عنه، مِنْ غيرِ تَغييرٍ ولا تَبديل. إنِّي أخافُ إنْ بدَّلتُ كلماتِ الله، أو خالَفتُ أمرَه، عَذابًا كبيرًا هائلاً يومَ القيامة.
قالَ ابنُ الجوزيِّ في "النواسخ": هذا وأمثالُهُ في بَيانِ آثارِ المعاصي، وليسَ منْ ضَرورةٍ ما عُلِّقَ بشَرطٍ أنْ يَقع.