إنَّ اللهَ لا يَظلِمُ النَّاس، فقدْ خَلقَهمْ على الفِطرة، وزوَّدَهمْ بقُلوبٍ وعُقولٍ وحواسَّ يَتمكَّنونَ بها منَ الإيمانِ إذا لم يَطمِسوها بالعِنادِ والخِصام، إنْ شاءَ الله، وبعثَ إليهمُ الرسُلَ ليُبيِّنوا لهمْ ما يأتونَ وما يَتركون، وأرسَلَ معهمُ المعجِزاتِ حتَّى لا يَبقَى عندَهمْ شكٌّ في ذلك، ولكنَّهمْ لا يَستَعمِلونَ مَدارِكَهمْ لِما خُلِقَتْ له، ويُعرِضونَ عنْ قَبولِ الحقّ، ويُكَذِّبونَ الرسُل، فيَظلِمونَ أنفُسَهمْ بالكفرِ والمَعصِية، ويُعَرِّضونَها بذلكَ للعَذابِ يومَ القيامة، فلا يَلومُنَّ إلاّ أنفُسَهم.